إستخدام التقنية الرقمية في المسرح المعاصر ../ مقال لادارة مؤسسة فنون /الاستاذ عباس الجبوري /العراق .
- وهاب السيد
- 24 أكتوبر 2022
- 5 دقائق قراءة
د.عباس الجبوري / إدارة مؤسسة فنون الثقافية العربية .......
بلا شك حصل تطور هائل في استخدام التكنولوجيا الرقمية في السنوات العشر الأخيرة في شتى المجالات، وأصبح لها تأثير واضح على الثقافة والفنون المعاصرة، والتي ساعدت في إعادة تأهيل اللغة المسرحية، من حيث تأسيس الجماليات الفنية للمسرح وأسلوب التذوق الفني لها. ففي المسارح العالمية يمكننا أن نجد حركات المياه علي خشبة المسرح والسايك الخلفي، بالإضافة إلى المؤثرات والتقنيات الضوئية والالوان وعروض الفيديو، والتي يتم التحكم وإدارتها فيها من خلال مراكز رقمية في مقدمتها الحاسوب ،في انتشار تقنيات وأساليب التعبير عن تصميم المنظر المسرحي باستخدام التكنولوجيا الرقمية والمؤثرات البصرية للعرض المسرحي عربيا وعالمياً ، فكانت هذه التقنية بديلا عن البانوراما، ويعتبر هذا النمط التطوري داعم إلى ما قدمه المصممون والمتخصصون من مجهودات لتطوير العرض المسرحي بهذه التقنيات الحديثة محليا، إلا أنه لايزال هناك فجوة كبيرة بين ما يعرض عالميا وما يطبق في العرض المسرحي محليا، وذلك تبرز الحاجة ال فنانين مسرحيين مصممين للعمل بهذه التقنية .. يمكننا أن نلقي الضوء على أجهزة وبرامج التكنولوجيا الرقمية المستخدمة في تصميم المنظر المسرحي كحل عملي لمشكلات التصميم وعملية الإخراج علي خشبة المسرح. إذ إن التطور التكنولوجي في العصر الحديث له الأثر الكبير، بوصفه توظيف تصميم المنظر المسرحي لصناعة الصورة المشهدية التي تتلاءم مع متطلبات اللحظة التاريخية المعاصرة، والتي ساعدت في إعادة تأهيل اللغة المسرحية .
و بما أن المسرح يشكل الوعي الجمعي من خلال التعبير عن أفكاره و مضمونه نسعى بالضرورة إلى استخدام التكنولوجيا الرقمية، لكي تكون كأداة من أدوات الفعل الإبداعي من أجل صناعة سينوغرافيا من خلال استخدام الحاسب الآلي والبرامج الحديثة في رسم سينوغرافيا أكثر إبداعا وتعبيرا فلابد لمتخصصي التصميم الفني الداخلي الاهتمام بدراسة التكنولوجية الرقمية الخاصة، بتصميم الديكور المسرحي لأنه أصبح المجال الخصب عالميا، وأيضا ضرورة اهتمام الجهات المختصة بالمسارح بتجهيز المسرح بأحدث التقنيات الرقمية من أجهزة وبرامج لإخراج العمل المسرحي بشكل متطور وشيق ومبدع، مما أدى هذا التطور بشكل مباشر إلى خلق أفاقاًجديدة إمام المخرجين والسينما ومصممي السينوغرافيا، باكتشاف سبل وأدوات حديثة في تشكيل
الفضاءات المتعددة المتناهية من الإحتماليات التخيليةفي العرض المسرحي عن طريق التقنية الرقمية (الإسقاط الرقمي الضوئي) التي تعطي رؤية فنية وفكرية في تجسيدات وبنائات ضوئية على خشبة المسرح، وهذا ما تعكف عليه الأكاديمية الفنية المسرحية في عداد نخبة من الخريجين لإغناء التجربة المسرحية ولتغذية الذائقة الجمالية لدى جمهور المشاهدين، حيث يتغلب عليها عنصر التشويق في خلق بيئة تقترب إلى ذهن المتلقي، لذلك أصبحت التقنية الرقمية ووسائطها في عصرنا الحالي لا تقتصر
على تسليط الضوء في بقعة معينة أو كشف جانب من خشبة المسرح، بل أكثر من ذلك عن طريق ربطها
(بمنظومةالكمبيوتر الرقمي) الذي يضم العديد من البرامج والمعالجات الرقمية ذات االستجابة السريعة والدقيقة، حيث نجد هناك أنظمة وأجهزة التقنية الرقمية ومعداتها وأجهزة التحكم فيها عديدة ومتنوعة وان كل نوع منها يختلف عن الآخر من حيث الموصفات والمميزات والخصائص التي
تعمل بها في المسرح .
وعلى هذا نحدد كيف يتم توظيف التقنية الرقمية في تشكيل فضاء العرض المسرحي ؟ .
ولتوضيح بيان الحاجة لهذه التقنية والتي تتمحور حول تعريف الكادر المسرحي والمتلقي بأن توظيف التقنية الرقمية في تشكيل عناصر السينوغرافيا العرض المسرحي من شانه أن يخلق
إبداعات واتجاهات جديدة في طرق الإخراج والمشتغلون في التقنيات المسرحية،وهذا ل ايعني اعتماد العرض بالدرجة الأساس على الآلية فقط، وإنما هناك تقنيات أخرى توجد داخل جسد الممثل
يمكن توظيفها ودمجها مع التقنية الآلية لخلق مساحات إبداع واسعة تنمي وتحفز خيال المتفرج وفي مقدمتها إبداع كادر العرض المسرحي،
ومؤشراً ناجحا على تقدم العمل المسرحي والحضاري المواكب لمسيرة التطور المسرحي عالمياً .
من هذا المنطلق تمتلك التقنيةالرقمية، من المرونة، مما يجعل عدم صعوبة في تحديد المصطلح المثير للبعض في عصرنا، لما يمتلك من قوة كبيرة تزيد من تزعلين صعوبة إشكال التوصل الى تحديد تعريف موحد له نظر للمدخالت
والملابسات التي تنطلق من الجوانب اللغوية والتاريخية واستخداماتها العلمية والتي انيطت بلفظ "التقنية" اي تعد التقنية مفردة اغريقية قديمة مشتقة من مقطعين هما "Techno"وتعني مهارة فنية او حرفة وقطع لوجيا"logia او دراسة، " وتعني علما بمصطلح تكنلوجيا" اي ان اللغظة القديمة "Technologic"
والثانية حديثة نجد فروقات في املعنى فالتكتيك الذي استخدمها الإنسان في عمله اما" التكنولوجيات فهي الفنون والمهن ودراسة خصائص المادة التي تصنع من الأجهزة والأدوات" )الملهارات والفنون وتطبيق المهارات بشكل منطقي وفق وظيفة محددة فالتكنولوجيا هي معالجة منهجية للفن عبر اساليب ووسائل من خلال تدخل الإنسان لتلبي كل ما يحتاجه في مجالات الحياة
العلمية والفنية مما ميز تكنولوجيا التقنية الرقمية مهما كانت اشكالها وتنوعاتها، فهي بالتالي ترجع
الى المنظومة الرئيسية التي منها وهي الكمبيوتر الذي
يعتبر (computer ) التقنية المصدر الأول للفنون الرقمية كافة، والفن المسرحي خاصة.
ً
ويمكننا القول إن كل الفنون بما فيها المسرح ، ظهرت أشكال فنية عديدة مثل اجهزة التعقب الحركية والذكاء الإصطناعي، وثالثي الأبعاد "3D "الرسم والصوت الرقمي والتصميم التفاعلي والتقنية الحيوية، والأدب الرقمي والتصوير الرقمي كذلك موضوعنا المسرح الرقمي، وكذلك السينما الرقميةوأخيرا استعمال الكمبيوتر والبرمجيات سيجعل من إن العالم اليوم
َّفي الأعمال المسرحية ، جمالاً وتوظيفاً في المعالجات الإخراجية في رسم السينوغرافيا أكثر تعبيرا مت خلال اللمس والإفادة من الوجود التكنولوجي في مستويات رفيعة تضع العاملين في مجال المسرح بحاجة إلى استعمال وتوظيف هذه التقنية لتأسيس نظام صوري سينوغرافي يعتمد الكمبيوتر
في المسرح الحديث مبني على حقيقة افتراضية عرفها البعض على التصميم، وعلى هذا الأساس نرى أنها نوع
َّيصور المستخدم في فضاء ثالثي الأبعاد, وهي محاكاة (الكمبيوتر ) في الشكل وحقيقية من واقع يمكنها التفاعل مع اإلنسان " ) الإفتراض بصور تخيلية من جانب، وتتحول بالتفاعل إلى عالم افتراضي يتم فيه خلق أنساق تجريبية تنتهي بالتحقق من الفروض المتجسدة من جانب آخر ، بفعل حصيلة القيم المتحققة على الرغم من أن التقنية
الرقمية، ارتباطها بالعالم الإفتراضي الذي أتاح هذه التقنيةالرقمية.
وتقع إمكانية جمال استخدام السينوغرافية الرقمية ،في
عينة العرض على مفردة الدمى كأساس في مفاهيم العرض الجمالية والفكرية التي يتبناها المخرج مستنداً على التقنية الرقمية المتحرك والألوان الرقمية والمتغيرات المتحولة بفعل التقنية في استخدام اللون الرقمي بشكل علمي لوضوح ونقاوة اللون في الصورالمسرحيةودالالتها
لتوظيف التقنية الرقمية ، أثرها الواضح في تشكيل الصورة الحسية مما يعطي للمخرج والمصمم المعاصر الإستغناء عن التقنيات المسرحية التقليدية عن اسلوبها وتقني، والإتجاه الى
ً تشكيل فضاء بإسلوب جمالي تقنيا وفنيا
3.دخلت االكتشافات الجديدة واالختراعات في العرض املسرحي لتلبي حاجة التطور عبر مختلف
العلوم وتطبيقاتها في الصناعة واكتشاف الأدوات الرقمية ،لتلعب الألوان الرقمية الناتجة من الأجهزة
ًالرقمية دورا في تعميق بيئة العرض من حيث النقاوة
والشدة والتشبع التي تحمل دلالات اكثر تعبيراً لإيصال المعنى في الحدث الدرامي.
وبهذا المنظور حققت التقنية الرقمية جانبا مهما من خلال الإيهام والإحساس بالواقع من خالل دمج الشخصيات المفتر ضة الغير حقيقية لخلق الإقناع والمتعة لدى المتلقي .
نستنا مما تقدم بأن الضوء واللون الرقمي يملأ الجزء الأكبر في تشكيل فضاء خشبة المسرح ويمكن الإستفادة منه هذه التقنية
تكوين اجزاء السينوغرافيا التي تحتاج الى وقت من حيث تبديلها من شغل العاملين على المسرح من وقت الى اخر ، ولكن الإسلوب الجديد في توظيف التقنيةالرقمية فيه اختيارات عديدة من حيث طريقة العرض وتشكيل الخشبة وتوزيع الشاشات او اجهزة العرض الثالثية الأبعاد .
كما تحقق التقنية الرقمية في العرض المسرحي السرعة والإنتقال من مشهد إلى أخر.
وتسهم التقنية الرقمية في استثمارها كأداة فنية وجمالية في تعددية الصورة الرقمية المسرحية.
والجزء المهم في هذا الموضوع ، من الضرورة انشاء ورشة ومختبرات في الأكاديمية والمعاهد الفنية المسرحية، لانها عندما تمتلك احدث اجهزة التقنيات الرقمية والوسائط التكنولوجيا الجديدة
بأشكالها المختلفة ترفد المشهد المسرحي بطاقات فنية أكاديمية تواكب التجارب المسرحية العالمية من حيث العطاء الفني المتجدد بطاقات فنية تعزز مشاركات الفرق المسرحية ،عربيا وعالميا .
مشاركة
منح
Comments