اشكالية الخلاف والاختلاف في اصول الحوار وفن الاصغاء /مقال للكاتبة لمياء العامري/ الجزائر..
- وهاب السيد
- 3 أكتوبر 2022
- 2 دقائق قراءة
بقعة ضوء ..
بقلم لمياء العامرية
اتقان فن الكلام ميسر للجميع مع اختلاف الاسلوب والطريقة تبعا والطبيعة السلوكية للفرد غير ان ما نجهله وهو الاهم في عملية التواصل والحوار المتمدن هو فن الاصغاء ، وغالبا ما يطفو على السطح سوء الفهم نتيجة التسرع في الرد دون استيعاب وجهة نظر الاخر والانصات له مع فك طلاسم نبرات الصوت والملامح التعبيرية لوجه الاخر .. تكلم كي اعرفك ... مقولة لها دلالاتها العميق البعيدة لفهم الاخر واستيعاب نمطه السلوكي وحجمه الفكري .. وان تُعدّ ظاهرة عدم الاصغاء السليم اشكالية ، الا انّ اشكالية عدم التمييز بين الخلاف والاختلاف الاكثر ضررا من حيث نتائجها السلبية فكرا وتمدنا حضاريا .. هنا لابد من التأكيد وبقوة على وجوب ادراك ان الحوار في جوهره انما هو وسيلة حضارية وثقافية بغية الوصول لنقطة التقاء بين طرفين او اكثر ومن الجهل ان تكون مطيّة للغاية .. فرق شاسع هنا بين الحوار كوسيلة وبين كونه غاية للجدل والتناقض وخلق المبررات ليكون محض جدل للجدل والخلاف ليس اكثر والذي يمكن التعبير عنه بانه نزعة مفادها اختلاف المصالح والاهداف والافكار التي تعمق هوّة الخصومة والعدائية ومن ثم المواجهة التي غالبا ما تتخذ طابع العنف والكراهية و ( الانا ) الانانية .. في حين ان الاختلاف فكريا او اجتماعيا او وجوديا ظاهرة حضارية ونزعة طبيعية تتناغم سلوكيا مع تقبل الاخر وتعدد التنوع الثقافي والفكري والمعرفي والاثني في عالم البشرية القائم على اعتماد الاختلاف كوسيلة للوصول لنقطة التقاء وليس لخصومة وعداء .. يقول الامام الشافعي ( رحمه الله ) : " راي صوابٌ يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب " ادراك عميق لفلسفة الاحتمالات والمتغيرات بعيدا عن التعنت والانا والقيود الاطرية التي تضيّق المساحات الفكرية للفرد ولابد من ادراك وفهم ان المجتمعات في كل اصقاع الارض قائمة على التعددية الانتمائية والثقافية والمعرفية والعقدية مكمن وبؤرة الاشكالية بين الاختلاف والخلاف هو التركيز النفسي والفكري العميق على ترسيخ مبدأ الخلاف اساسا مرتكزا له الاولوية في الحوار مع تزايد حدّة التعصب والتطرف في الطرح والنقاش مع تراجع ملحوظ في فن الفهم والاصغاء العميق في النقاش القائم غالبا على الحكم على الاخر دون استيعاب طرحه الفكري .. السياسية الاميركية إليانور رزفلت تقول في هذا الصدد : " العقول الصغيرة تناقش الاشخاص ، والعقول المتوسطة تناقش الاحداث ، والعقول الكبيرة تناقش الافكار " تكلم كي اعرف من تكون .... !!!!
Comments