top of page

التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه / مقال محرر صحيفة فنون /حسام الدين مسعد/ م

  • صورة الكاتب: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • 15 فبراير 2022
  • 4 دقائق قراءة

التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه بقلم/حسام الدين مسعد »»»»»»»»»»»«»»»«»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»««««« #الحلقةالرابعة في الحلقة الثالثة تناولنا بالبحث مفهوم "مصطلح مسرح الشارع" لدي بعض النقاد من المملكة المغربية وتسأئلنا هل تماثل المفهوم مع دول الجوار ام ظل الإختلاف سمة تنجلي في الوجود اللفظي والكتابي للنقاد .ونظرا لحركة إنتشار ونشاط عروض مسرح الشارع في الجمهورية العراقيه سنتناول من خلال الوجود اللفظي والكتابي لبعض النقاد العراقيين اللذين جمعتهم هدف مشترك للتعبير عن مفهومهم لمصطلح "مسرح الشارع"ومن ثم سيفضي هذا التناول الي الوجود العياني لعروضه في العراق . (ب)- التلقي النقدي لمفهوم مسرح الشارع في" العراق" »»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»<»<<<<<<<<<<» •*تعرفه الدكتوره "إيمان عبد الستار الكبيسي"(5 )بوصفه(أحد أشكال الخطاب المسرحي في فضاءات وأزمنه مفتوحه محدده بوقت قد لا يتجاوز (15-20) دقيقه لا تشترط دفع جمهور محدد او معين إذ يلعب هذا الخطاب دورا أساسيا في التقريب المجتمعي لشرائح المجتمع وإلغاء الفوارق بينها بعد ان يجمعها في فضاء مفتوح فمسرح الشارع تسمية تطلق علي عروض مسرحيه خارج العمارة المسرحيه في الهواء الطلق وخصوصيته تكمن في انه يخلق فرجه لها طابع حيوي يكون التلقي فيه مختلفا عن علاقة التلقي التقليديه) ومن خلال تعريف"الكبيسي"نلحظ ان مفهوم مسرح الشارع لديها اعتمد علي سمات محدده تضع الخطوط العامه لخطاب مسرح الشارع في العراق. فتحدد الفضاءات المفتوحه مكانا لممارسة هذا الفعل المسرحي "لتستبعد من ذلك "المقاهي"مثلا كفضاء له طرازه المعمارى الخاص والذي يمكن إستثماره في عروض مسرح الشارع، كما تستخدم عبارة "الأزمنة المفتوحه" في إشارة داله علي مستويات الزمان في العرض المسرحي (ماضي/حاضر/مستقبل)فإدراك الزمن مرتبط بإدراك أبعاد الفضاء المسرحي الذي يدور به الحدث ففي الزمن يكون هناك الإمتداد الزمني المتقطع من الواقع ا ي من الزمن المعيش ويسمي زمن العرض والذي حددته"الكبيسيي"ب(20-15) دقيقه اما الزمن التي قصدته في عبارة الازمنه المفتوحه هو زمن الحدث الذي يرسمه الحدث المتخيل في الفضاء المفتوح الذي تجري فيه وقائع الحدث المتخيل. ولذا شمل تعريفها مفردة(الخصوصيه) النابعه من الفضاء المادي الطارئ بطبائعه الجغرافيه والمعماريه والإنفلاتيه والتي تفرض قدرات فنيه فائقه لدي المؤدي او الممثل في عروض مسرح الشارع تتيح له خلق علاقة جديده مع المتلقي تختلف عن علاقة التلقي التقليديه في العروض داخل العمارة المسرحيه. لكن ما طبيعة علاقة التلقي الجديده تلك?تشير"الكبيسي"الي ان(الإمكانات الصوتيه والجسديه والأدائيه للممثل تمكنه من الإشتباك مع الجمهور بأسلوب إحتجاجي هادف الي إشراك المتلقي في العرض وصولا للغايات الدلاليه من العرض) . ويتضح لنا ان علاقة التلقي الجديده علاقة إشتباكيه نحت باسلوب إحتجاجي يهدف الي إشراك المتلقي في العرض وهذا لايتسق مع ما اوردته في تعريفها في عبارة(لا تشترط دفع جمهور محدد او معين) فالعلاقة الإشتباكيه الإحتجاجيه تتطلب متلق يكون مستهدف بشكل قصدي او جمهور من المتلقيين اصحاب الإتجاهات المشتركه وهذا لا يمكن تحققه في الشارع الذي ينتخب متلقييه بعشوائيه إلا بدراسة المكان المنتخب لعرض مسرح الشارع ودراسة المتلقي المستهدف لهذا المكان وتحديد فئته. ومن ثم وضع محددات الرساله او خطاب العرض الذي يستهدفه ويستميله ويزج به الي الدخول في نقاش او حوار مع المؤدي فضلا عن ان فئة الجمهور العام قد لا تستجيب الي خطاب العرض الشارعي وتشتبك معه إلا إذا كان موضوع الخطاب سياسي تحريضي اي ان العرض الجمالي يتحول الي تظاهره سياسيه. *ويقول الناقد الكردستاني العراقي"حمه سوار عزيز"(6 )أن مسرح الشارع هو( ذلك المسرح الذي يقدم في خارج الصالات والمسارح التقليديه ويشاهده أناس جدد لم يدفعوا لكي يشاهدوه او يخططوا لمشاهدته ولم يتواجدوا لغرض المشاهده، اي ان الجمهور في مسرح الشارع ليس جمهورا مسرحيا والمحتمل أن اغلبيتهم لأول مره يشاهدون عرضا مسرحيا وهذا الواقع يجعل من مهمة الممثل المسرحي صعبه وعسيره لأنه يشتبك مع أناس لا يعرفون عرف التلقي والمشاهدة المسرحيه) لم يختلف الناقد"حمه سوار" في مفهومه عن مسرح الشارع عما اوردته مواطنته"إيمان الكبيسي"من حيث انه احد اشكال الخطاب المسرحي الذي يقدم خارج الصالات والمسارح بل يتعدي مفهوم التلقي ليحدد طبيعة الجمهور بوصفه لمفردة(أناس)والدالة علي الشموليه وإختلاف الأجناس والأسباط كقوله تعالي( قد علم كل اناس مشربهم) وكل سبط بنو أب واحد .ولفظة "أناس"تشير الي تعدد الأسباط والقبائل والعشائر في العراق وإختلاف ايدلوجياتهم ومرجعياتهم. إلا أن عبارة"اي ان الجمهور في مسرح الشارع ليس جمهورا مسرحيا" والتي يعززها بعبارة"أناس لايعرفون عرف التلقي والمشاهدة المسرحيه"إنما تشير الي الإفتقار لدراسة هؤلاء الناس دراسات ديموجرافيه وسيسيولوجيه وسيكولوجيه تكون نقطة الإنطلاق الاولي في وضع محددات الخطاب في مسرح الشارع من أجل تبصيرهم وتثقيفهم وتوعيتهم بعرف التلقي والمشاهده.كما تشير الي الإحتجاج والرفض علي وضعية هولاء المتلقيين . ومما يثير الدهشة في مفهوم"حمه سوار"لمسرح الشارع استخدامه مرادفة"يتشابك"والتي تعني التداخل والتلاحم والترابط بعضها ببعض علي عكس مفردة" الإشتباك"التي ساقتها "الكبيسي" في مفهومها والتي تشير الي إشتباك المتلقي في خطاب مسرح الشارع اي دخوله في نقاش وحوار مع المؤدي. وكيف يتشابك الممثل المسرحي مع جمهور لا يعرف عرف التلقي?وهل ابتكار طرق واساليب جديدة كليا من ذاك الممثل ستمكنه من التواصل والتقاطع مع هذا المتلقي الجديد ? ام ان الدراسات الديموجرافيه والسيسيولوجيه والسيكولوجيه لهذا المتلقي الجديد ستكون بمثابة المدخل الأول في تكون الرابطه الثنائيه بينه وبين المؤدي في عرض مسرح الشارع? للأسف لازلنا نتعمد وضع العربة قبل الحصان ونحن نتعامل مع التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع. إن المحاكاة بصفتها غريزة فطريه هي سبب رئيس في نشوء فن المسرح والدراما ومازال اغلب النتاج المسرحي في العالم يعتمد علي اسلوب المحاكاة ونجد هذا واضحا في التعريف الذي قدمته الدكتوره*"سافره ناجي"(7)والتي تعرفه بأنه( محاكاة لإشكالية الإنسان في حدود دائرة يومياته وتعبيرا عن حقوقه فهو تجسيد لتيمة الرفض والإحتجاج لكل ما يمنع الإنسان لحرياته وهدر حقوقه) إن مفهوم مسرح الشارع من وجهة نظر دكتوره"سافره" وفي علاقته بالممارسه المسرحيه هو مفهوم مشرع الأبواب أمام الإبتكار والتجديد وربما الهدم والشروع في بناء جديد علي انقاض ما هدم بل نجدها تحدد سمة اساسيه للمفهوم وهي ان مسرح الشارع مسرح إحتجاجي رافض لكل أنساق السلطه سواء كانت سلطه معرفيه او مسرحيه او سياسيه. وهي بذاك التعريف تجيب علي السؤال "هل مسرح الشارع إحتجاج ام إحتياج?"فما احوجنا الي الإبتكار والتجديد والتجريب الإحتجاجي الرافض لكل انساق السلطه التي تقيد حرية المبدع والمتلقي ومما لا شك فيه أن الأوضاع السياسيه والإجتماعيه الراهنة في العراق انعكست بصورة جليه في الوجود اللفظي والوجود الكتابي وافضت الي وجود عياني لهذا المفهوم علي ارض الواقع تجلي في تعريفات الباحثون العراقيون اللذين اتفقوا ضمنيا علي سمة محدده لمسرح الشارع وهي الإحتجاجيه والرفض. لكن يظل الباحث والناقد دكتور" بشار عليوي "له مفهوم آخر لم يشر فيه الي علاقة مسرح الشارع بالإحتجاج السياسي. هذا ما سنتعرض اليه بالتحليل في الحلقة الخامسه من التلقي النقدي لعروض مسرح الشارع في غياب نظريه نقديه عربيه.

٢د.وهاب السيد وشخص آخر تعليقان أعجبني تعليق مشاركة


 
 
 

Comments


Drop Me a Line, Let Me Know What You Think

Thanks for submitting!

© 2023 by Train of Thoughts. Proudly created with Wix.com

bottom of page