( الجمال النادر ) / قصة قصيرة/ مصطفى محمد علاء بركات
- وهاب السيد
- 22 يناير 2022
- 3 دقائق قراءة
( الجمال النادر ) قصة قصيرة من كتاب ( جاءنا البيان التالى) منذ أن ماتت زوجته من ستة أشهر ، و هو لا يترك فرصة إلا و يذكر للجميع محاسنها و صفاتها الحميدة ، حتى أصبح كل من يجلسون معه إبتداء من الحاج سعيد حتى الشاب عمرو يعلمون أنها كانت صبورة و راضية و أن أول ما جذبه إليها كان حيائها الشديد الذي لم يجد مثله قديما أو حديثا ...لم يرزقه الله الأطفال منها و كان جلوسه في المنزل وحيدا يتعبه نفسياً بشكل كبير ، ففكر في أن يخصص في متجره الضخم الكبير المخصص لبيع الملابس الجاهزة - مكان يتسع لسرير و كرسي و كنبة و به أيضا شاشة تليفزيون و مطبخ صغير جدا و حمام خاص... مرت الأيام و الوحدة تشعره بفراغ عاطفي كبير حتى جاء اليوم... و وجدها ، كانت بيضاء كاللبن الحليب عيناها خضرواتان جميلتان شعرها ناعم و كثيف و لامع ، رزقها الله مع جمال الوجه جسدا يعف اللسان عن تفصيله ، و لكن يمكننا القول أنه الجسم المثالي الذي تسعى له كافة الممثلات و المغنيات ، و الغريب أنه مع كل هذا الجمال النادر كانت خجولة بشكل كبير كلما نظر إليها أخفضت بصرها و أظهرت خديها و قد تحول لونهم للأحمر الغامق ، كانت تتردد على المحل كثيرا و تشتري ملابس نسائية و تقف كثيرا عند الجزء الذي بجوار مكتبه ، و كلما مر بجوارها إرتبكت و إحمر وجهها و كادت تسقط ... و بالفعل سقط هو في حبها و كأن خجلها الشديد المبالغ فيه مغناطيس عملاق يجذبه بقوة لها و لشوقه لزوجته السابقة وصل لرقم هاتفها بمساعدة عمرو الذي يعمل معه بالمتجر ، تتبعها ووجدها و قرر أن يتزوجها نصحه الحاج سعيد بأن يسأل عن عائلتها و يختبر أخلاقها... إلا أنه كان يريد الحصول على هذا الجمال النادر بأي ثمن فهو تاجر و يقدر الأشياء القيمة ، كما أنها أخبرته أنها لا أهل لها فهي تعيش وحيدة و أما أخلاقها فقد كان خجلها الشديد و ارتباكها من أي شيء بالنسبة له أكبر دليل على أخلاقها و إستقامتها ... تم الزواج سريعا و الحقيقة فقد كانت أنثى أكثر من رائعة تركز كل مجهوداتها فقط فى إسعاد زوجها تفعل له كل ما يشاء ترقص له كثيرا تجلس تحت قدميه طوال وقته بالمنزل و هى ملتصقة به ، لاحظ انها لا تصلى فقال لا يهم سأعلمها ، لاحظ أن هاتفها دائما بالشاحن فقالت له انها تبحث فى النت فى كيفية إسعاده ... كانت حقا فاتنة و جميلة و مثيرة و لا تعترض على أى شىء كانت تحب الذهب و تضاعف له فى الحب و العواطف ، تعجب عندما شاهدها تشاهد معه فيلم به مشهد عارى بعض الشىء و لكن لم تحمر خدودها ... كانت تحمر أكثر خارج البيت كان يوجد أقراص تأخذها دائما ، فسألها فارتبكت و قالت إنها أمر نسائي و أنها تهدف فقط لإمتاعه ... كانت جميلة جدا و معبرة جدا .... و ناعمة جدا طلبت منه الذهاب معه لمقره فى المتجر فهى تشتاق له فى بعده ، و عرضت مساعدته فكانت صباحا سكرتيرته و ليلا عشيقته .... أصبحت ذراعه اليمنى لم يشعر بأى خلل فى العمل بعدما تركه الشاب عمرو الذى كان يعمل معه ... وثق فيها فهى فعلا ممتعة و رائعة و جميلة دائما استيقظ يوما ، لم يجدها قال لعلها ذهبت لتزيد جمالها أو تصبغ شعرها كما اعتادت .. و لكن مرت ساعات و لم تأتى .. إتصل بها ، التليفون مغلق ... قلق عليها خرج يبحث عن جماله النادر لم يجدها .. لم يصدق نفسه ... أصابه الذهول .. ذهب للقسم ليبلغ عن فقدها ... سألوه عن إسمها أجاب بإسمها الأول فقط إسمها الكامل يا فندم ؟ عنوانها ؟ أحد أقاربها ؟ انه حتى ليس واثقا من أنها مسلمة اكتشف أنه لا يعرف شيئاً من هذا !! لا يعرف أصلها أو دينها ... لم يعرف سوى جمالها النادر عاد للبيت يبحث عن بطاقتها .. قسيمة الزواج ... لم يجد أى من هذه الأوراق لم يجد سوى علبة بها سائل أحمر و إسم فندق بحث عنه علم أنه بالغردقة حاول التواصل معهم لا فائدة ، سافر إلى هناك بحثا عن جميلته الخجولة وجدها هناك ... على حمام السباحة لم تكن وحدها ، كان بجوارها الشاب عمرو ... انقض عليه اشتبك معه ، ارتفع ضغطه سقط على الارض أصابته ذبحة قلبية .. أفاق بعد أيام ليجد نفسه بمستشفى خاص بمصر أخبره الحاج سعيد أن جميلته الغالية ، رفعت عليه قضية خلع ، و ذلك بعد أن أخذت من خزينته مئات الآلاف و باعت بعض ممتلكاته لصالحها بما أعطاها من صلاحيات و تفويضات ... تنهد تنهيدة عميقة إنتفض فيها كل جسده العلوى ثم قال : رحمة الله عليكى يا زوجتى يا ذات الجمال الحقيقى الذى يبقى حتى بعد إنتقالك ، رحمة الله عليكى يا ذات الجمال النادر . ( تمت ) من المجموعة القصصية ( جاءنا البيان التالى ) بقلم /
٥د.وهاب السيد، حميدة الكعبي و٣ أشخاص آخرين
٧ تعليقات
أعجبني
تعليق
مشاركة
Comments