الدم تاج الملوك / قصة/ للقاصة ابتهال خلف الخياط / العراق ,,,,,,,,,,,,
- وهاب السيد
- 30 أكتوبر 2021
- 2 دقيقة قراءة
يجلس ساعة ويعمل ساعة إحدى يديه يغطيها الدم والقيح لكنه كان ممسكا بسكين ينحت بها فرعًا معوجًا من شجرة قطعه ليجعله سيفًا من نوع جديد ويحاول أن يبرده ليكون حادًا كفاية لكن الخشب لا يحتمل فينكسر.. ويقوم ليكسر فرعًا آخر ويعاود المحاولة من جديد. يبدو محموما ترتجف يداه من غضب وتعب وقسماته تحكي حكاياه الكثيرة ونظراته الجامدة تلغي انسانيته لتتركه وحشًا لا يتحاشى تمزيق أي مخلوق أمامه فرؤية الدم تنهي فوضى متلاطمة في رأسه . أنكسر الفرع الاخير من الشجرة المتوحدة في منزله الغارق بالأدغال والعفن منذ رحيل الكل عنه حين قالوا له : أنت المجنون المدفون حتى الموت بشجرة التوت . ربطوه إليها وتركوه ليرحلوا عنه هم زوجة وأولاد وأم وأب. بقي مربوطًا ليوم..يومين..ساكنًا هادئًا تملكه الجوع فصار يصرخ.. لكنها منطقة نائية .. خواء لا يقترب منها أحد ففيها يسكن مجنونًا يعشق القتل. ربطوا يداه حول رقبته كي يخنق نفسه عند الضرورة لكنه بدل ذلك صار يأكل يده حتى خفَّ الرباط عنه و انفك الحبل وتحرر .. استدار نحو الشجرة وبدأ بضربها قائلا : تشاركينهم في عدائهم لي سأمزقك وأجعل منك سيفا أقتلهم به . لن تكون لكم الحياة معي . تساقطت الأوراق عن الشجرة وماتت الخضرة واستحالت إلى شجرة ميتة بفروع يابسة . قهقه وتعالت نبرة الصراخ : أنا الأقوى أنا الجبار . بدأ بمحاولة قلع جذع الشجرة وهو يقول: ستكون سيفًا عملاقًا لرجل عملاق فلا أحد بقوتي . سأغزو المناطق تباعا ولن يعيش من يجابهني . ملكا يخشاه الموت. لكن ! الشجرة المسكينة لم تنكسر أو تُقتلع فجذورها مازالت خضراء وعميقة . بصق عليها فانحنى الجذع وسال منه الصمغ بكثرة وتبدل لونها ليكون أسودًا ثم عاد ليحاول قلعها فألتصق بها ولم يتمكن من أن يتخلص فانسلخ جلده وانقلعت يداه وسالت دمائه والتصق فمه بها فأختنق ومات. . ابتهال خلف الخياط
٢Aljnabi Intesar وقيس جوامير
٦ تعليقات
أعجبني
تعليق
مشاركة
تعليقات