القريض / الشعر الحديث/ صراع الحضور و الغياب/ مقال الناقد باسم عبد الكريم/ العراق ...............
- وهاب السيد
- 17 أكتوبر 2022
- 3 دقائق قراءة
{
} ـ محض رأي ـ الشعرالعامودي ، كأي اثر (ادبي ـ فني ) هو نتاج جملة ظروف موضوعية اجتماعية ، ثقافية ،... الخ مرتبطة ومتفاعلة ( تأثّراً / تأثيراً ) في و بمركبات بنيتها المكزمانية ، يستمد اسباب حضوره (القوي / الضعيف ) اليوم في المشهد الادبي ، وجدان، ووعي المعنيين بالشأن الشعري (شعراء ، نقاد ، باحثين،متلقين وماشابه ) من خلال : ــ ( امتلاكه / عدم امتلاكه ) ديناميكية التماهي مع متغيرات تلك الظروف ايجابياً / سلبياً التي تفرضها حركة تطور الحياة الانسانية ، و (عولمة ) العلاقات بين شعوب الارض . وهي متغيرات حتمية عابرة للحدود ، فليس هناك امة بامكانها العيش منزوية عن غيرها او منغلقة على نفسها ، ا ــ ( قدرته / عجزه ) على تطوير ادواته التعبيرية فنياً وخطابياً بما ينسجم مع ديناميكية التماهي المار ذكرها في اعلاه ورأيي الشخصي ان الشعر العامودي ظل مسحوباً للماضي ملتزماً ( تحت مسمى الاصالة ) بقديم قياسات ( اسلوبية ـ اشتغالية ) تراثية ، وُضعت له كضوابط شكلية جمالية ، ومعيارية تعبيرية ذوقية ، محرم الخروج عليها ، فهي عابرة للزمن ، قيودها لاتصدأ ، و احكامها لاتشيخ ، واحاطوها بهالة التقديس!!! ، في زمن قلبت فيه حداثوية الحياة ، مضارب الخيام الى ناطحات سحاب ، و احلت الافران الغازية والكهربائية بدل نيران الحطب ، وماعادت (عيون المها ) تجلب ( الهوى ) لقلب من ( يدري ولايدري ) ، فبراءتهما اليوم توارت خلف ( العدسات الملونة اللاصقة ) ، والتزامية الشعر العامودي بتلك القياسات والضوابط الخصها في : 1ـ انه شعر وصفي لاكشفي : تتكئ ماقبلية معياريته التعبيرية على وصف ما يتولد في ذات الشاعرمن انطباعات بفعل ( رؤية ) الاشياء المحسوسة في واقعه ، او المتخيُّلة في خاطره ، دون ان تكون لديه ( رؤيا ) كاشفة لعوالم ماورائية عذراء ،او فوق واقعية منعتقة من هيمنة ( الاخر ) المؤسساتي السلطوي ، ومتحررة من وصايته على العقل والسلوك الانفعالي . مما يجعله خلاقا ، يضيف للحياة معانيا جديدة ، ويعمق من مديات الوعي الانساني ,ويفتح امامه مجال التأمل والتأويل رحباً 2 ـ الماقبلية الشكلية : ـ الايقاع البصري : للبيت الشعري بناء افقي مشطور شطرين ( صدر / عجز) ، في هيكلية تراتيبية متعامدة للابيات ( بيت / يليه تحته بيت ) فعلى الشاعر ان ( يوزع ) مايقول وفق هذا التشطير الملزم وان على حساب الوحدة البنيوية للعبارة الشعرية دون ان تكون اية تعالقية دلالية بين معنى البيت / القصيدة وهذا الايقاع المنظور . ـ الايقاع السمعي ( العروضي ) والقافيوي / القوالب النغمية للبحور الستة عشر للايقاع الصوتي صلة دلالية متناغمة مع شدة / رقة الانفعال الذي تختزنه المفردة / العبارة / المقطع الشعري ، في تلازم تكاملي تتجسد من خلاله اثارة مشاعر القارئ بقصدية ايحائية تقربه من فهم الفكرة ( مضمون القصيدة ) ، ولما كان الايقاع هنا بنية صوتية قائمة بذاتها ومستقلة عن ذات الشاعر وسابقة لزمن كتابة القصيدة ، فيتحتم على الشاعر ان يخضع معانيه وانفعالاته بما ينسجم مع قياسات تلك القوالب النغمية الماقبلية ، حتى ان اضطر للتضحية بمفردة يجدها الانسب دلالة عن غرضه الشعري ، والاتيان باخرى قد تكون اضعف دلالة لكنها اكثر توافقا مع تلك القياسات ، فلا يطلق لانفعالاته العنان الا بما يرضي الميزان العروضي ، فتختل الدلالة ، وهذا ماتحرر من سطوته الشعر مابعد الحداثوي فحلقت الفكرة باجنحة المشاعر الوارفة الافاق ، في فضاء تعبيري شاسع الامتداد مما جعله الاكثراقترابا من اختلاجات الذات الداخلية ، والاكثر انسجاما مع روح التغيرات والتطورات التي تشهدها حياتنا الخاصة والجمعية شاء من شاء او لا .. فالتطور كما اسلفت ، مفروض على الامم بقوة العولمة وتهاوي حدود التلاقح المعرفي الثقافي ومن ينكفئ على قديم موروثاته ، واصولية قياساته في هذا الميدان الثقافي او ذاك ، فمحتم عليه الاندثار والتواري من ذاكرة الامم الحية . اكتفي بهذين الاشتراطين الماقبليين اللذين يحددان المسارات التعبيرية التي على شاعر القصيدة العروضية اخضاع انفعالاته وافكاره المضمونية الى سلطان ايقاعاتها الصارمة الضوابط ، وبعكسه فهو مشكوك بشاعريته ، وعطفاً على ( حضور / لاحضور ) الشعرالعامودي عالمنا الادبي المعاصر فهذا يعود ، اضافة لما ذكرته انفاً ، الى مدى (انغلاقية / انفتاحية ) ثقافة المجتمع التي تجعله ( يقدم / يؤخر ) هذا الاسلوب الشعري على غيره ، ثم ان المتغير الموضوعي له قوة توجيه الاحكام هنا فالثقافة عموما والادب خاصة هي نتاج بيئوي ظرفي اي انه متغير لاثابت تحياتي ..
Comments