بائعة الخبز/ نص للشاعر جبار القريشي / العراق ..............
- وهاب السيد
- 24 يونيو 2022
- 1 دقائق قراءة
على رصيفِ الوهم.. نثرت أحلامَها سراب.. وأمنيات ظالة فرشتها على حصيرِ وعودٕ مُعاقة.. أكلتها عيونُ الحسرةِ كُلما لسعتها سياطُ الحياءِ.. لاكت لُعابَ أحزانها بصمت شَدَت عبائَتَها.. وتشبثَت بالفراغ عَزَفَت روحُها موالاً قديماً.. كانت قد ورثتهُ عن إمِها.. البارعةُ في النواحِ معَ مسبحةُ أنينٕ صدِئَة وطبقٌ من دموع موالٌ حزين.. ترددَ صداهُ في غيابةِ صدرِها.. المدججُ بالنحيبِ دأبت على ترويعهِ كُلَ عزاء غنَت بائعةُ الخُبزِ.. موالَها القديمُ.. بصوتِ فلاحةٕ مفجوعةٕ «الكِتَب لإمي كِتبلي» بينَ الحين والحين.. تتجشأُ غِصَةٌ تساقطَ الشجنُ آهاتُ لهيبٕ.. على مناديلِ لوعةٕ.. أحرقت بقايا أملاً مذبوح تمزقَت روحُها المطعونة.. مِثلَ ثوبٕ بال ألقى جدارُ الهمومِ.. رداءَ ظلهِ.. على منعطفاتِ الدروبِ جَفَلَ قلبُها فزَعاً.. على إيقاعِ خُطى المارةُ كطيرٕ لدغتهُ سكين تأهبَ الفقرُ.. بأضافرِ الغروبِ.. لينهشَ وجهَ النهارِ أرغفةُ الجياعِ.. ما زالت تُعانِقُ الخواءَ.. بعيداً عن فحيحِ تنورِ أحلامَها.. تركتهُ يتضورُ ناراً في أقبيةِ المجهولِ غمغمت بائعةُ الخُبزِ.. بأدعيةٕ مكرورةٕ.. وهمهماتِ عانسٕ عَدَت جُروحَ أرغفتِها.. عُشرونَ إلا دمعةً.. تحسسَت مواطِنَ أنينَها.. باردةٌ كذراعِ ميتٕ تقيئَها موالُ الحزنِ.. أصخَت سمعَها للهجيرِ.. جفلَت من هديرِ قطارِ عُمرِها.. الجاثمُ على سكةِ التيهِ والضَياعِ.. منذ وعود وقد غادرَها مُحملاً بالخيباتِ صفعَتها أكفُ المارةِ تفجرَت شرايينَها ينابيعَ دموعٕ أنبتَ خيالُها فسيلةً تشبَهُها درَ صدرُها لبناً أحمرا لامسَ شعرُها الثلجي.. بوارَ أرضِها أيقنت أنَ المطرَ.. لايُجدي نفعاً.. في مواسمِ الحصادِ غيرَ أنَها ما زالَت تحلمُ.. بأصابعِ فلاحٕ.. تقطفُ بقايا ثِمارَ يأسِها.. وتَسقي عُروقَها اليابسةَ. ...... جبار القريشي/العراق.
Comments