بين الرسم .. والشعرمهند الياس/ مقالة وقراءة مهند الياس / العراق ,,,,,,,,,,,,,

هاجس الرسام ، ان يبني صورة من خلال رؤيته الفنية، وان يعطيها كل ماتحتاج من موازين وعناصر .. وحتى تكون جاهزة امام الناظر فيكون قد اقتنع باكتمالها .. وحدود سياد تها ، لذلك فان الرسم عادة ينبثق من تاسيس القناعة في الرؤية .. اذ كثيرا ما يكون الفنان الرسام يعطي ما تحتاجه اللوحة(الصورة) من اثراء ، وتجويد وانفتاح ..! هنا ياتي المتلقي ،، لينظر الى الرسام من خلال اللوحة .. ينظر اليه كشاعر يكتب بريشته .. والوانه .. ينظر الى عالم القنان وتكويناته .. وسحر استنباطاته ,, ومن بعدئذ يكون الانجذاب ،، اي الاستحواذ على اسرار الرسام التي تفضح كيانه ومبداه في الرسم .. اي اسلوبه المتكامل . ان اللوحة هي قصيدة لا محال .. تبدا بمراحل النمو التدريجي من خلال اللغة لتخلق انموذجا شعريا خالصا: صورة رقم (1): عيناك غابتا نخيل ساعة السحر صورة رقم (2): او شرفتان راح يناى عنهما القمر صورة رقم (3): عيناك حين تبسمان تورق الكرم صورة رقم (4): وترقص الاضواء كالاقمار في نهر .. ان الرسم الشعري.. الذي تلونه اللغة بمفرداتها الجمة ، وبما تزخر من طاقة رائعة وعظيمة من تزويق الصورة لتتكامل ..قد تكون صاحبة التاثير المباشر في الخلق الشعري التصويري ، وهذه حالة توقف عليها المشاهد الناقد منذ امد بعيد واستعان بل استفاد من القلم .. قبل الرشة ..! وهنا يطرح سؤالا .. ولا بد من التوقف ازاء مفترقات اجوبته فنقول: هل ان ابتسامة الموناليزا .. هي لوحة ام قصيدة..؟ اعتقد وبدون مبالاة .. ان الجواب سوف يتأرجح بين اللايقين .. لان الابتسامة كثيرا ما تضع المشاهد في موقف صعب .. هذا الموضع هو مجرد اختيار . . لان حالة الابتسامة هي حالة غير مستقرة على ايضاح معين .. لذلك فانها في نفس الوقت قصيدة مؤظرة بخفايا تصويرية عالية المعنى الذي يشتت التفسير ..! ان هنالك رؤية مشتركة بين الشاعر والرسام .. بين الشعر والرسم .. هي علاقة تنبثق من تدفق واحد .. ينبوع واحد لا غير ز. وهذه القضية قد تنسحب على فنان النحت والفوتغرافي وحتى الموسيقار.. والا كيف نفسر الصورة الفنية للقطعة الموسيقية الواحدة ..! ومن اجل التوضيح الاكثر دلالة .. لا بد من الاشارة الى الخلق الفني .. كونه عملية انبعاث لحياة من اللاشيء .. اي من حالة الموت الى حالة الحركة .. ومن هنا نعرف يان الفن –رسما اوشعرا او موسيقى – يرتبط بقوة روحية هائلة لم يستطع المبدع ان يمسك ولو بجانب منها .. بالرغم من انها تعيش بين مسامات روحه وتتجسد عند حالات التجلي ..! لذلك فان الرب العظيم منحنا اية لازلنا نجهل اسرارها ، وهي اننا خلقنا داخل عالم فني مكتض بالاثراء .. لكننا تفتقر الى ابسط عملية للاستحواذ على التجسد وتدوينه تصويريا .. نحن فنانون بالفطرة .. شئنا ام ابينا ولكننا لم نكتشف انفسنا .. وهذه هي المعظلة الكبيرة!!

أعجبني تعليق مشاركة