تحليل نقدي/ للناقد علي البدرفي قصة الروائية صبيحة شبر/ العراق ..........
- وهاب السيد
- 2 أكتوبر 2022
- 2 دقائق قراءة
تحليل نقدي مختصر:
"السعادةُ وعلاقتُها بِرُقي وهبوطِ النقاشِ بين الزوجين" في قصة "الإنتحار" للروائية العراقية صبيحة شبر
قد تكون قصة "الإنتحار" للروائية العراقية صبيحة شبر درسًا لابد من حضوره ويبدو أن الزوجة موظفة أو لديها نوعٌ من الاقتدار المالي وذلك من حوار الأبن مع أبيه " إنها تقدم لنا المال والطعام وكل ما نريد.." فهل يكفي الزوجة هذا الدور ليجعلها تشارك في السيادة على بيتها وتتبوأ المكانة اللائقة بها وسط عائلتها لتكون سعيدة؟ بالتأكيد الجواب بالنفي. فلا ينبغي لها التركيز على ابنها والتعلق به وتهمل زوجها والتركيز على الانشغال بالطبخ ومعالجة أمور البيت الاخري " أنتِ، يا من يمتزج الثوم والبصل برائحتها النتنة، ألا تفهمين؟" ولنا أن نتصور تسريحة شعرها والاعتناء بالعلاقات الاجتماعية لإمرأة بهكذا مواصفات. وبات الرجل يقارنها بجارتها الحسناء حيث " رائحتها تنعش النفس وتسبي الكيان، ولا تنبعث منها روائح الثوم والبصل...". وبالتأكيد على الرجل أن يكون دوره حاسماً في توفير الجو العاطفي والأمان النفسي والاستقرار المالي لعائلته ولكن عند ازدياد المشاكل وعدم التفاهم تزداد المهاترات، فيهبط أُسلوبُ النقاش لمرحلة متدنية، وعندها تترسخ مشاعر المأساة في العائلة وتكون الزوجة في أتعس لحظاتها في بيتها تحت السقف العائلي، ومؤلم أن يكون الإنسان ضائعاً وهو وسط عائلته وهكذا عاشت الزوجة في إحباطِ قاتلِ وسَوْداويَّةِ مريرة أدَّت إلى توجيه كامل عاطفتها نحو ابنها فأصبحت النتيجةُ إثنان ضد واحد، وهنا يتعمق شعور الأحساس الممزوج بالغضب، عندما يشعر أحد الطرفين بتكتل جزء من العائلة ضده. فأي حياة ترجوها العائلة أمام هكذا تفكك؟ . كما أن انحياز الابن الى أمِّه بالتأكيد يفرحها ولو لوهلة ويمنحها ولو جزئياً تعويضاً لحنان زوجها ولكن هذا الفرح والأرتياح، سرعان ما يتحول الى نكد، عند غضب الاب لمجرد شعوره بهذا الارتياح الذي هو جزء أساسي من التكتل ضده. وقد جاءت صدمة الأم عند انتحار الابن، الذي فقد السند القوي والقدوة التي ينبغي لها أن تقود العائلة ألى بر الأمان،عندما ذهبت لغرفتة ووجدته معلقاً بحبل على أحد جدرانها. أن القصة، برأيي المتواضع، عبرةٌ تربويةٌ من خلال ثيمة theme تعكس هموم الكثير من العوائل. وفي الغالب لا يكون سبب المشاكل ناتجاً من طرف دون الاخر. وتعطينا القصة درساً بعدم الايغال بتوبيخ الأبناء وترسيخ إحساسهم بالذنب الذي يجعلهم مذنبين خاصة على سلوك لم يقترفوه. إن اسباب الانتحار متعددة وإن جانَبْنا مدرسة التحليل النفسي Psychoanalysis ، نرى أن الكَبْتَ المتواصل continuous repression يسبب ضغطاً stress نفسياً يساهم في استهلاك الطاقة العصبية المخزونة، وعندها قد يعجز الإنسان عن احتمال أي موقف يرهقه ويسبب له إحساساً أو عقدة النقص بالدنو والضآلة inferiority complex وهو بريء. وعندما يفقد سبل الدفاع عن نفسه أو توجيه لومه أو حتى عدوانه إلى الاخرين، نراه يوجه انتقامه لنفسه بعد وصوله لمرحلة الانهيار ونفاذ المخزون العصبي لديه وتتدنى إمكانية احتماله للحالة نحو الصفر، وهو في حالة لا يحسد عليها. وبالتأكيد. إن الأديبة القاصة صبيحة شبر تعكس ضمن عملية السرد هذه، واقعاً ليس غريبا. إنها دعوة مخلصة للتآلف العائلي والاستقرار النفسي لتربية جيل مؤهلٍ لقيادة مجتمع نحو الحياة السعيدة، حيث الأَمان والعدالة والإستقرار. لقد تقمصت الكاتبة شخصية الزوجة وبنجاح، وبدت كأنها تعكس نفسها She reveals herself، وهذا إبداع مضاف لأدبها الواعي والملتزم، حيث عُرفَتْ بكتابتها التي تعكس أدبا رصينا وأفكاراً سامية... ألقاصة والروائية صبيحة شُبَّرْ... تحياتي..
Comments