خاص / فنون / كتب محرر صحيفة فنون الثقافية / يوميات متصوف/ حسام الدين مسعد / مصر ................

_في_رحاب مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى Sitfy

بقلم/حسام الدين مسعد

****************

لاشك أن وطننا العربي يعج بكثير من التظاهرات الدولية المسرحية، والتي لكل منها هدفه، ورؤيته الخاصة. إلا أنني اري أن مهرجان شرم الشيخ قد تميز عن جميع هذه التظاهرات المسرحية في أنه يستهدف فئة الشباب العالمي ولم يقتصر إستهدافه علي الشباب العربي أو المصري .أي أنه يستقطب المستقبل العالمي من خلال تظاهرته الدوليه .

وليس هذا إطراء مني لكسب ود إدارته التي تطلق فاعلياته علي أرض المدينة التي أقطن بها ولكنها شهادة حق من متصوف شهد ولادة هذا العرس المسرحي الشبابي وظل يرقب نمو وليده إلي أن بلغ سن التمييز،فها نحن علي أعتاب إنطلاق فاعليات الدورة السابعة ،وكما اعتدنا من البيانات الإعلامية والأخبار الصحفية التي تصرح بها إدارة المهرجان عن محاوره التسابقيه والشخصيات المسرحية التي يُطلق اسماؤها علي الجوائز والتي تمكننا من تحقيق أفق توقعنا الخاص عن الدورة،و الضيوف المشاركين فيها ،نوعية العروض التي ستقدم من خلال فاعلياتها .إلا أن إدارة المهرجان كانت تكسر أفق التوقع الخاص لكل دورة وتستحدث محور تسابقي جديد، وتفاجئ جمهور التظاهرة بما ليس متوقع لكنه يلقي الإستحسان والإعجاب .

إن إطلاق اسم الكاتب المصري الكبير الراحل "يسري الجندي" علي جائزة مسابقة التأليف المسرحي في فاعليات الدورة السابعة من المهرجان، لهو أمر يطرح العديد من التسأولات التي نستهلها بسؤال هل إطلاق اسم الكاتب الراحل جاء بهدف التكريم لشخصه، وإسهاماته في مجال التأليف المسرحي ؟ام أن إدارة المهرجان تحاول صناعة حدث تجذب به الشباب للتسابق ؟ام أن إدارة المهرجان من خلال إختيارها لإسم الراحل تعمد إلي إنهاء القطيعة مع التراث؟ لاسيما أن غالبية النصوص المسرحية التي انتجها الكاتب الكبير كانت تعيد وضع التراث في مناخ الاسئلة وتربطه بالراهن المعاش .

وفي ظني وإن بعد الظن إثم. فالإجابة بالتأكيد" بنعم " علي التسأولات الثلاثة المطروحة سالفا سيجحف من الدور التثقيفي الذي تتبناه إدارة المهرجان في سياستها العامة لاسيماأن مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يسعي لإستقطاب الشباب علي مستوي العالم لتقديم رؤية فنية مغايرة تستقرأ الواقع المتغير بإستمرار ومن خلال اساليب،ووسائل تعبيرية وفنية تخالف السائد والمتعارف عليها ومن خلال محاور تسابقية للعروض المسرحية هي (محور العروض المسرحية الكبري ،ومحور المونودراما،ومحور مسرح الشارع والفضاءات الغير تقليدية)،وهذه المحاور تتسق مع مسابقة التأليف المسرحي ،و مسابقة البحث العلمي أو الدراسات النقدية أو منهجية الورش الفنية المتخصصة التي تقام علي هامش فاعليات المهرجان .

-لكن إذا كانت الإجابة بالنفي فإننا لا يسعنا إلا إحتمال شغفنا بالإنتظار حتي يوم الخامس والعشرين من شهر نوفمبر المقبل لنعرف سويا الهدف الأسمى من هذا الإختيار والذي غالبا ما سيحظي بالتوفيق والترحيب من قبل عشاق ومتصوفي المهرجان والذي تحظي إدارته بثقتهم في إختياراتها المتميزةو المحمودة دوما .

-أما عن مدينة شرم الشيخ والتي باتت تنتظر دورات المهرجان عاماً تلو الآخر .فهي الآن تتزين لإستقبال حدثين هامين ينطلقين في شهر نوفمبر المقبل، الأول هو مؤتمر المناخ العالمي والذي تشرف المدينة بإستضافته وتتزين بتطوير البنية التحتية والمنشئات والطرق ووسائل المواصلات ،و الأماكن الترفيهية والمزارات السياحية .

وهذا يدعونا لطرح سؤال هام اين نصيب الحركة الثقافية والفنية من هذا التطوير الإنشائي؟ وهذا السؤال ينطلق من وعد معالي الوزير المحافظ اللواء أ ح/خالد فوده محافظ جنوب سيناء والذي وعد سيادته في العام الماضي بتخصيص قطعة أرض لإنشاء مدينة ثقافية علي أرض شرم الشيخ تحوي قاعات للعرض المسرحي والسينمائي وقاعات للندوات والمؤتمرات ومبيتات للضيافة .وأعتقد أن الأولوية التي يعيرها معالي المحافظ للثقافة والفنون ودعمه الكامل لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي مذ دورته الأولي هي الدافع الرئيس من طرح هذا السؤال .لكننا نتفهم الأمر جيدا ونعي أهمية الحدث الدولي (مؤتمر المناخ) واهميته بالنسبة لمصر حكومة وشعب، ولا نهدف من تساؤلانا سوي تذكير بسيط بأننا كمقيمين بالمدينة في حاجة لمثل هذه المدينة الثقافية كي نضاهي بثقافتنا وفنونا الأمم .

-وعقب إنتهاء فاعليات مؤتمر المناخ ستستعد المحافظة بأكملها الإستقبال العرس المسرحي الشبابي الدولي في الفترة من ٢٥-٣٠ نوفمبر ٢٠٢٢ والذي بات عارفاً متميزاً بالمسرح له مريديه ومتصوفيه اللذين يترقبون فاعليات مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي.