دراسة نقدية في رواية الحب للروائي مروان الياسين / للناقد يوسف عبود جويعد / العراق ..................
- وهاب السيد
- 22 أكتوبر 2022
- 3 دقائق قراءة
دراستي النقدية لرواية اكتشاف الحب للروائي مروان ياسين الدليمي المنشورة في جريدة الدستور ليوم 19-10-2022 الحس الدرامي الصادق في ... اكتشاف الحب دراسة نقدية يوسف عبود جويعد رواية (اكتشاف الحب) وبعنوان فرعي (أوراقٌ من مدونتي الشخصية) للروائي مروان ياسين الدليمي، هي من الروايات السيرية، الا أنها تنقل لنا رحلة مع مرض خبيث، أصيبت بها زوجة بطل الرواية، كون الزوجة ومن خلال مستهل هذا النص، وبعد وفاة الزوج بثلاثين يوم تعثر في حاسوبه الشخصي على ملف يحمل عنوان، أوراق من مدونتي الشخصية، للتتفاجأ بأن هذه الأوراق تخص معاناتها خلال صراعها مع مرض (سرطان الثدي) الذي أصيبت به وبالتفاصيل التي تصل الى أن الزوج آثر أن يترك كل ما يتعلق بحياته الشخصية، وهواياته، وطموحاته، وكل ما يحب أن يقوم به بشكل يومي، ليؤازر زوجته ويساندها ويشاركها ويكون بقربها، وهي تصارع هذا الداء اللعين، لتكون هذه المدونة هي تفاصيل تخصها، وتكتشف مدى الإيثار والتضحية والحب الذي يكنه زوجها لها، لأنه فضل أن يعيش حياتها، ويترك حياته، حتى أن القارئ يكتشف أيضاً ومن خلال مسار الاحداث،أن عشرة سبعة وعشرين عاماً، تلك الفترة الزمنية التي جمعت الزوج بزوجته لم تضيع هباءاً، وأن لها تأثير واضح لتضحية الزوج من خلاص زوجته وتخفيف معاناتها، وجاءت اللغة السردية منسجمة ومتلائمة مع مسيرة حركة الاحداث، لأنها نابعة من أعماق حبه لزوجته، فكانت مؤثرة ومتأثرة، وهي لغة سردية حكائية خالية من المباشرة والتقريرية، رغم وجود بعض التفاصيل التي تحتاج من الروائي أن يدونها بشكل يميل الى التقريرية أو المباشرة، التي تخص أنواع العقارات وطرق وأساليب المراجعات والعلاجات لهذا النوع من الداء، ويبدو لنا أيضاً أن أحداث هذه الرواية تجربة حياته معاشة قد مر بها الروائي، كوننا سنجد أن بطل الرواية أسمه مروان، وكذلك أن الاحداث صادقة ودقيقة وفيها تفاصيل كثيرة تدل على صدق الاصابة، أضافة الى أننا سوف نتابع أحداث ساخنة ومؤثرة من قبل الزوج في مدونته، تختلف عن المتخيل، نابعة من حيوية وتفاعل وحركة الحياة الصادقة، وكذلك سنجد فيها الحس الدرامي الذي يغلف حركة السرد من بدايته وحتى انتهاء آخر سطر في هذه الرواية: ( في أيامي التالية بلياليها شعرتُ وكأن سكيناً تنغرس في صدري بعد أن وجدتُ كل خيارات النجاة قد تلاشت من أمامي) (ص 17 ) هكذا نجد الزوج قد تعاطف مع زوجته الى حدٍ يصل فيه إحساسه بأنه هو المريض، وليس زوجته، فهو يزجنا معه وهو يواجه ما حصل لرفيقة عمره: ( جثوت على ركبتيّ أكثر من مرةٍ ووجهي نحو السماء، أناشد الله أن يحتويني برحمته الواسعة.) (ص17 ) وهكذا يلتصق الزوج قلباً وقالباً بحياة زوجته، ويترك كل مشاغله، ليشاركها رحلتها العلاج، فبعد ان خصص دكتور لمتابعة حالتها، أمر الدكتور بضرورة اجراء الفحوصات للتأكد من الورم، حميد أم خبيث، وعندما ظهرت النتيجة أن الورم خبيث، حدد موعد لاستئصال الثدي الايسر، وكان الزوج لا يشغله شاغل سوى متابعة تحركات زوجته، انفاسها وجهها الشاحب، دخولها صومعة الخوف من هذا المارد الخبيث، حياتها التي تغيرت، ورافقها لاجراء العملية، وظل قربها حتى فاقت من المخدر، وظل معها حتى استعادت بعض من عافيتها، ثم رافقها كل اسبوع لسحب السائل اللمفاوي الذي يتجمع قرب باطها الايسر بسبب العملية، ثم السفر معها، للتأكد من بعض البثور السوداء التي ظهرت في كبدها، وانفاقه لرحلة السفر وكلفة الفحص في الجهاز في بيروت، الذي يكتشف الدكتور عند عودتهم، ليس هو الجهاز الذي ارسلا للفحص فيه، وأن هذا الجهاز موجود في اربيل، وهذه العملية لحركة السرد حسية درامية ذات طابع اسري اجتماعي، يكشف لنا مدى حب وتعلق الزوج بزوجته، ثم ينطلق بنا الروائي الى تفاصيل حياة الزوجين في محافظة نينوى قبل هروبهم منها، والى الحنين الى الاهل والاحبة والاصدقاء، ومتابعة الاهل لحالة الزوجة المرضية وتداعياته، وهو تبئير سردي متقن لسحبنا الى الاحداث والتفاعل معها، ثم نتابع مرحلة العلاج الكيمياوي للزوجة الذي استمر لمدة ثلاثة اعوام، بمعدل جرعة كيمياوية كل شهر، ثم متابعته لزوجته وهي تتلقى العلاج الليزري: ( أنا وهي كنا نتحسس أنفسنا طيلة عام كامل، لنتاكد من أننا ما زلنا نحتفظ بوجودنا الآدمي مثل بقية البشر الذين عادة ما كنا نلحظ السعادة في وجوههم من خلال نافذة السيارة وهم يمارسون حياتهم الاعتيادية، أثناء ذهابنا وإيابنا إلى المستشفى، خاصة وأن رحلة العلاج كانت سلسلة متواصلة من الفزع.) (ص 221 ). وهكذا نتابع تفاصيل اكتشاف الزوج لحبه لزوجته، التي دفعته الى مشاركتها رحلة الالم والعلاج: ( ورغم أنني لم أفقد في أي لحظة ما كنت أحمله بداخلي من إصرار على أن أقف معها إلى أن تتوهج الحياة في عروقها من جديد إلا أنني شعرت كما لو أنني تقدمتُ في السن عشرين عاماً خلال هذه التجربة.) (ص 230 ) وهكذا لنعود للزوجة وقد اكملت رحلة قراءتها لمدونة زوجها الشخصية، لنكتشف أنه فارق الحياة وهي تماثلت بالشفاء، وهذا هو قدره. من اصدارات دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع لعام 2020
٣Saad Alkaabe وشخصان آخران
Comments