top of page

دراسة نقدية في رواية ينال / للناقد يوسف عيود جويعد / العراق ...............

  • صورة الكاتب: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • 19 سبتمبر 2022
  • 3 دقائق قراءة

دراستي النقدية لرواية ينال للروائي امجد توفيق

تقنيات السرد الحديث في ... ينال دراسة تنقدية يوسف عبود جويعد

رواية " ينال" للروائي أمجد توفيق، تنحى منحاً حداثوياً، في عملية بناءها، وإستخدام المؤلف لعناصرها، وأدواتها، وتقنياتها، ولغتها السردية الرشيقة والجديدة، كونها تضمر إشارات سيميائية، تنتقل من متن النص، الى القارئ،لتحفز حواسه ومخيلته، التي تثير فيه حالة من الحس التفاؤلي، لما تحتويه الرواية من أحداث وشخصيات، تمس هذا الجانب الذي يتوق القارئ لمتابعته، لأن عبد الله هذا الرجل الستيني المتقاعد وهو الراوي المركزي، والذي غادر من بغداد ليزور إبنه فيصل في إسبانيا، يلتقي وبالصدفة الغريبة ببطل الرواية "ينال"، وهو رجل ثري جداً، كونه تاجر للاسلحة، ولكن بالطرق القانونية التي تتيح له ممارسة هذه التجارة، دون إختراقه للخطوط الحمراء، وهذا اللقاء حفز القارئ لمتابعة الاحداث بينهما، لمعرفة ما سوف يحدث من أحداث لاحقة، تصب بفضوله لمعرفة حالة الثراء، الذي يتمتع بها بطل الرواية "ينال"، وما دور الراوي المركزي عبد الله (أبو فيصل)، في حياة بطل الرواية، ولأن الأحداث في هذا النص الروائي، خالية من أي تمهيد، أو أطالة، أو زوائد لا تدخل ضمن متن النص، فسرعان ما نكتشف وبعد عملية التعارف بينهما، أن الراوي المركزي عبد الله، قد كتب رواية واحدة قبل فترة طويلة، ويحسبها محاولة بائسة لم تجديه نفعاً، الا أن ينال يجد فيه ضالته المنشودة، لأن لديه محاولات في كتابة سيرته الذاتية غير منتظمة ويحتاج الى صديق يثق فيه ليوكله مهمة كتابة رواية تخص سيرة حياته، ويعلن ذلك بشكل صريح وواضح، ويسلمه جزء من هذه المخطوطة، ليطلع عليها ويعطيه رأيه. وهكذا تنتقل الرواية الى لون آخر من ألوان السرد، الا وهو المبنى الميتا سردي، لتكون الرواية (بوليفونية) متعددة الأصوات، ونتابع رواية داخل رواية، من حيث بناءها: " – اسمع صديقي، هذا المغلف يحوي مجموعة أوراق كتبتها قبل سنوات، أحببت أن تتكرم بقراءتها، وسأكون سعيداً أن أسمع منك شيئاً عنها. ناولني المغلف، ثم أردف: - لا أحد على الاطلاق قد اطلع عليها، حتى زوجتي، ولا أدري كيف تذكرت هذه الاوراق، وفي كل الأحوال أنت السبب في تذكيري بها، وبالمناسبة تستطيع تمزيقها إن لم تعجبك، فأنا احتفظ بنسخة إلكترونية منها." (ص 23 ) وهكذا نتابع في فصول المبنى الميتا سردي، حياة ينال منذ بدايته، وعمله مترجماً في أحد القنوات الفضائية، وكانت مهمته ترجمة الاخبار التي تصل اليه من الوكالات الاخبارية الغربية، ونقلها الى نشرة الاخبار، ويحدث أن خبراً كان يمس أحد الجهات المتنفذة في البلد، وقد عرضه على مديره ليوافق عليه، وما أن اذيع في نشرة الاخبار، حتى استدعى للحضور الى القناة فوراً، ووجه بتوبيخ وتم فصله رغم أنه اخبر رئيس القناة بأنه عرضه على مديره الا أن الأخير أنكر ذلك بحجة أنه يثق فيه، وهذا الخبر كان سبباً في اختطافه وتعذيبه، ثم اخلاء سبيله عندها يقرر السفر والابتعاد من هذا الخوف والقلق، وعمل في تجارة السلاح، ليكون واحداً من الاثرياء. وهكذا يكون دور الراوي المركزي، متابع لحياة بطل الرواية في المبنيين السرديين، الاصل، والميتا سرد، وما يجعل الفضاء السردي جديد، هو عنصري المكان والزمان، كوننا سنتابع الأحداث في اسبانيا، وداخل مزرعة بطل الرواية ينال، وفيلته الضخمة الفارهة، والاجواء التي تكون غالباً في مثل هذه الاماكن، من طعام وشراب يتناسب وهذا الثراء، وهي في نظر القارئ أجواء حالمة تحثه لشحن مخيلته ليكون داخل ظلالها الوارفة. ويبدو أن الروائي ملم بأحداثها، بشكل يصل فيه الى كل التفاصيل وحتى الصغيرة منها، وسوف نتابع حياة بطل الرواية "ينال"، والصدفة التي جمعته بزوجته الحالية، وكذلك حياة بقية النسوة اللواتي لهن دورهن في هذا المبنى الميتا سردي: " علاقتي بمنال بعيدة، وهي خالية تماماً من الجنس، تحكمها ذكريات وتعاطف قبل كل شيء، أما روكسانا فهي تثير رغبتي، وأنا مغرم بشقاوتها واعتدادها بنفسها، أما سانا فهي علامة على خدمة غير مقصودة قدمتها لي بكثير من البراءة يوم لوحقت من قبل عصابة الرومانيين، وكانت فاتحة لعمل أخلاقي كما أصفه من جهتي، ووصفه بالأخلاقي لا ينفي بعده الجنسي كما أعتقد." (ص 126 ) وهكذا تتطور الأحداث، ليستلم عبد الله الراوي المركزي، مظروف فيه مبلغ كبير هو عبارة عن كلفة طباعة المخطوطة، الا أن هذا المبلغ يفوق تكاليف طبع عشرات الكتب، بعدها يخبره بطل الرواية بأنه سيتلقى دعوة من باريس للحضور في بيته هناك، ولكن لم أكن موجوداً، وطالبه بضرورة حضوره وعدم التخلف، فيتوجس خيفة من ذلك، ويسلمه الاوراق الاخيرة لمخطوطته، والتي تظهر انكساراته وفشله، وندمه كونه عمل تاجراً للسلاح، هذا السلاح الفتاك الذي يسفك الدماء ويقتل الابرياء، ويتفاجأ الراوي المركزي، بخبرانتحار بطل الرواية "ينال" في نفس الوقت يتلقى الدعوة لحضوره في باريس، وهناك تفتح وصية "ينال" التي خصص فيها مبلغ كبير للراوي المركزي عبد الله، ليبني فيه داراً للايتام ومدرسة لهم، الا أن هذا المبلغ يفوق هذا المشروع، وعينه مشرفاً ومتابعاً ومديراً لهذا المشروع: " يا ينال الصقور والنسور والشواهين تحلق عالياً ولكنها أبداً تعود لتحط على صخرة أو شجرة أو مرتفع وأدرك أنك حلقت عالياً بجناح واحد مفرد ولأنه كذلك، أخذتك الدوامة."(ص 171 ) رواية " ينال" للروائي أمجد توفيق، تقدم لنا أحداث بلغة سردية رشيقة وحديثة، وقد استخدم فيها الروائي مهارته وخبرته، في استخدام التقنيات الحديثة في فن صناعة الرواية. من اصدارات الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق لعام 2022

 
 
 

Comments


Drop Me a Line, Let Me Know What You Think

Thanks for submitting!

© 2023 by Train of Thoughts. Proudly created with Wix.com

bottom of page