رؤية تحليلية " بقلم الأستاذ الأديب والناقد المبدع محمود مصطوفي قصة هتفات جوفاءللروائية السورية امل
- وهاب السيد
- 20 مارس 2022
- 3 دقائق قراءة
و* MhmuodMesto // سوريا في قصة هتافاتٌ جوفاءُ* للروائية السورية // أمل شيخموس ♧ الرؤية التحليلية ♧
☆ * الحقّ أنّ أديبتنا أمل شيخ موس مفكّرةٌ إنسانيّةٌ جادّةٌ وصادقةٌ في سعيها الدّؤوب -- ومن خلال كتاباتها الدّافقة ثراءً وعطاءً -- إلى بناء مجتمعٍ إنسانيٍّ متقدّمٍ مزدهرٍ تسوده العدالة الاجتماعيّة والأمن والمساواة في الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص ؛ وتنتفي فيه القيمُ السّلبيّةُ المتمثّلة في النّفاق والخِيانة ، والتّخاذلِ والتّكاذب ، والاستبدادِ والظّلمِ ، لأنّ روح أديبتنا -- فكراً وإحساساً -- الشّمولُ في النّظرِ إلى الكونِ والإنسانيّةِ ، وأمّا ضميرُها فهو انتشالُ الإنسانِ من براثن أخيهِ الإنسانِ ، وتحريرهِ من ظلمهِ واستغلالهٍ ، وكذلك الابتعاد عن القتلِ والخيانةِ ، والتّفاقِ والكذبِ ، عُدّتُها في البناء الرّوابطُ الاجتماعيّةُ الإنسانيّةُ الوطيدةُ الّتي تراها في الحُبِّ والأمانةِ ، والمرأةِ والصّدقِ ، والوطنِ والصَّبْرِ ، والالتزام -- وهو شعورٌ تلقائيّ نابعٌ من النّفسِ -- بالقضايا اليوميّة السّاخنة للجماهيرِ المقهورة والمغلوبة على أمرِها ؛ والمُجْتَرَّةِ بؤسَها وفَقْرَها ، ولكنَّ الّذي يحزّ في نفس كاتبتنا المبدعة ، ويُقلِقُها أنْ يغدوَ خائنُ الأنثى ، في وطننا ، مناضلاً وطنيّاً تصدحُ حَنْجَرتُهُ بنشيدِ الحرّيّةِ تكاذباً ، ويردّدُ ثغرُهُ الشّعاراتِ الوطنيّةَ ، ويتقدّمُ المظاهرات ِ رافعاً علمَ الوطنِ عالياً ، لكنّ الأديبة أمل ترى الوطنيّةَ الحَقيقيّةَ تضحيةً وفعلاً وممارسةً ، وليستْ تشدُّقَاً بالألفاظِ ، وترديداً ببّغائيَّاً لهتافاتٍ جوفاء فارغة يخدعُ بها مناضلو المناسبات الجماهيرَ الكادحةَ صاحبة المصلحة في المجتمعِ المتماسك ؛ فالقيمةُ الحقُّ في الجوهر لا في المظهرِ ، وفي الرّحيقِ لا البريقِ...إنّها ترى المرأةَ المؤتمنةَ على دوامِ الإنسانيّةِ ، ومن هنا تَعُدُّ خيانةَ الرّجلِ لها خيانةً للوطنِ والنّفسِ والشّعبِ في آنٍ واحدٍ معاً ، كما أنّها تسخرُ من سلوك الشّابِ الدُّنجَوانيّ الشّرقيّ في حبّهِ الكاذبِ ، وخداعِهِ للفتياتِ الحِسَانِ بكلامهِ المعسولِ الّذي يقطرُ سُمّاً. وِبَعْدُ ، فإنَّ أديبتَنا ومفكّرتَنا الإنسانيّة تدينُ -- وبشدّةٍ -- الشّرذمةَ الّتي أقحمتْ نفسَها على ساحِ النّضالِ ؛ وَشَرَعَتْ تَتَّجِرُ بالوطنيّةِ ، وتتشدّقُ بالقوميّةِ ، غيرأنّ الأديبةَ وَطَّنَتِ العَزْمَ على كشفِ ماتحت أثوابها ، وخَلْعِ أقنعتِهاالمُزَيَّفَةِ الّتي تَتَخَفَّى وَراءَها ، مُعْلِنَةً للشّعبِ ولأبنائهِ الأُباةِ الأحرارِ زِيْفَ ادِّعَاءَاتِهَا ، وإفلاسَهَا الأخلاقيّ والاجتماعيّ والسّياسيّ ، مُسْتَمِدَّةً قوّتَها من إيمانِها الشّديدِ باللهِ في بناءِ الإنسانِ السّليمِ ؛ مُعْتَمِدَةً على العناصرِالْبنّاءةِ الّتي تُعَدُّ بمنزلةِ الأثافيّ الثّلاثِ: الحُبّ الحقيقيّ ، والمرأة الصّالحة ، والوطن النّظيف. ☆ " هتافاتٌ جوفاءُ " قصة* بقلم الكاتبة الروائية أمل شيخموس // سوريا ☆ لمستْ أعضاء جسدها شعرت بدخان اللحم المقلي يتصاعد في الجو ، رائحتهُ النفاذة تخترق الأنف تسيطر على المكان تغمرهُ بقوة ! استعجبت ماتزالُ حية و أعضاؤها في مكانها سليمة ! ! فمن أين تلك الرائحة النفاذة للشحوم و . . ؟ ! ربما في الحي تقامُ حفلةُ شواء للحوم البشرية لا غيرها ! هكذا أحستْ أو أن شعورها بذلك إزداد بعد مشاهدة صورة حبيبها الخائن الذي يلفُ ذاتهُ بالعلم الوطني و كأنًّهُ بطل ! مَن يخونُ إناثَ وطنهِ ليس ببطل في نظرها هو خائن مجرم لا يمتُ للوطنية بصلة . . الخيانة مع الأنثى هي خيانة للنفس قبل كل شيءٍ ثم الوطن ، فالمرأة تنجبُ نصف المجتمع و تمثل النصف الآخر هي الحبيبة و الشريكة الزوجة و الأمة و . . فكيف لمُدعٍ كهذا أن يكون بطل مظاهراتٍ و مظاهر أن يلتف المرءُ بالأعلام ! الوطن ليس مجرد هتافاتٍ تُلقى أو أشعارٍ تصدحُ بها الحناجرُ إنما هو صدق و إخلاص و تفانٍ . . ذاك الحب الكبير في عمقها غدا كالحريق يلتهمُ جسدها كيفَ أحبت مخادعاً يلتفُ بالأعلام و عيناهُ تبرزان كما الأسماك في الصور ليحظى ببعض اللقطات ! الوطن ليس عبارة عن التقاط الصور أيها الشرفاء فالنّخوة و الأمانة لم تكونا يوماً هكذا ! و الحقيقة تقال إنه عصر الصورة بامتياز و الظهور العارم للمتسلقين و الجبناء من خلال " الصور " لتصدر الوطنية و التأثير إعلامياً على الجماهير كلٌّ يُسوقُ لذاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتّى لو كانتْ تجارتُهُ بائرةً يتاجرُ بالأوطان ، غدا كل شيء تجارياً كما حبُ هذه الأيام سريعاً ما يُخلق و سريعاً مايذوي و ينتهي بكبسة زر تسمى الحظر " البلوك " لذا قَررتْ ألا تفك عنه الحظر و أن تبقى صامدة تلوحُ للصور و الخيانة من مكانها مهما إرتفع ذاك الاحتراق و حفلة الشواء ! لأنها وحدها تعلم كيف تتم المتاجرة بالوطن و إناثه من خلال استغلالهن و التلاعب بمشاعرهن لن يشفع حب الوطن و ارتداء أعلامه زينة إن لم يزينا المبدأ الحقيقي احترام البشر و الحجر و صون الأعراض حب تجاري في زمن الصورة المزيفة التي تُصدر للخارج بهدف التأثير العام . خاب و خسئ من ظنَّ أن الوطن صورة تُلتقط و أن الأنثى جماد لا يشعر ، إنًّ الخيانةَ لا يمكن أن تُغْتَفَرَ سواء أكانت مع الأنثى أمِ الوطنِ . . ! ! الكاتبة الروائية أمل شيخموس ☆ 《 الرؤية التحليلية 》 بقلم الأديب و الناقد محمود مصطو*
Comentarios