راقصة حسنة السمعة/ قصة قصيرة / للكاتب مصطفى نمر / مصر ...............
- وهاب السيد
- 14 يونيو 2022
- 1 دقائق قراءة
) الحصة الجاية فاضية( اعلنتها مشرفة الدور على طالبات فصل 3/1
انطلقت صيحات الفرح والتهليل مختلطة تدوي فى جنبات المدرسة الثانوية للبنات وسط تهنئتهم لبعض بالفراغ لمدة حصة كاملة وأنه الوقت للشقاوة وإظهار المهارات الخاصة وبعض الشقاوة التى لابد ان يفرغوا بها عن طاقاتهم ...
غير أن فريدة لم ترى الوضع من هذه الناحية بل فرصة للتأمل فى الحديقة المجاورة لفصلها التى تطل عليها من الشباك المجاور لتختتها.
أخذت البنات يتصايحن معا بأغنيه مشهورة بنغماتها الراقصة وخلعت إحداهن رابطة العنق (الكرافت) وربطته بإحكام حول وسطها وأخذت ترقص وتتمايل بتشجيع وتصفيق من الزميلات الملتفات حولها. ابتسمت فريدة وأطلقت لعينيها العنان لتتأمل الحديقة بأشجارها الباسقة وأزهارها النابتة معلنه اقتراب فصل الربيع و تهيئها
لاستقباله بأجمل ما فيها بعد استعداد الشتاء للرحيل وبرغم تأملها لم تعر مخيلتها اى اهتمام لصديقتها الراقصة ولشد ماعجبت بالرقص فى الحديقة أيضا ، حدقت بأعينها حتى تتأكد ان احد خر يرقص ولا شك والأغرب على الأنغام !!!
ها هي نسمات الهواء تحرك أوراق الشجر فتتمايل يمنة ويساره ويمتد ليناغى الأزهار البكر فتنحنى أمامه خجلا واحتراما ، فالهواء كالمايسترو يشير هنا فتبدأ الأنغام أو هناك ليعاكس طير فيغرد وتبدأ الطبيعة بعزف سيمفونيتها بلغتها الخاصة وترقص معلنة فرحتها بالحياة.
ومن منا لا يرقص أو يتمايل عند صعود الحافلة أو ارتداء الملابس أو الجري أو الحركة ، اليست أى حركة هي تمايل راقص لهدف وحتى صديقتها ترقص لهدف المرح والسعادة ، فاذا كان الكون يرقص ويصدر أنغامه ألا بالأحرى الإنسان أولى بالرقص ؟؟ غيرت وجهتها عن الحديقة وأخذت تصفق وتشارك زميلاتها فرحتهم وتنضم للسيمفونية البشرية للرقص حسن السمعة.
تمت
Comments