●رواية/الضمير الذي شيع جثمانه/ الكاتب سامي ابو السعود / سوريا ............
- وهاب السيد
- 22 ديسمبر 2021
- 4 دقائق قراءة
●لم ينتهي اللقاء عندما ودعت/امل/ تلك الانسانة الرائعة جدا ، بل أيضا اجتمعنا معا في إحدى المناطق بدمشق وكانت شبه حزينة وعلامات الآسى واضحة على وجنتيها ، في حين بادرتني
•• أنت تحمل شخصية الإنسان. .. وانسانيتك بها من الخليط والجوانب
،والكثير يرغبون
التعمق بك كأنسان إعلامي وكاتب محترف تجيد وضع الحروف والتنقل بين السطور بطريقة سلسة وتركيبة الاحداث بطريقة الابداع،ولديك افكار متأهبة تجيد استخدامها.
قلت شكرا/أمل /هذا من دواعي السرور اسمع هذه الاشادة منك... وحوارك هذا به من الغرابة شيئ ما مع العلم كتاباتي تحمل الغرابة ونقطة تحول في قصصي،
وردا على كلامك الجميل اقول هذا طموح كل كاتب النجاح أو الفشل ،واردفت متابعا ياسيدتي الردود للناس الذين يتابعون ما اكتبه ك إعلامي وأحب مهنتي واعمل بها بأمانة واتقان للوصول إلى الحقيقة... هذه الحقيقة التي توقفت من أجلها كثيرا بفروع الامن لأني أعيش بواقع ملموس ، قاطعتني وقالت اليوم أحببت ان أهديك /علبة عطر/حتى تتذكرني فيها،
قلت...مازلتي جميلية وتحملين كل الطيب ولديك العديد من الفرص اتمنى ان لاتضيع هذه سدى دون تفكير ، كيف أتيت لعندي إلا تخافي من الموت؟
اجابت طبعا ولكن
انا لااموت بسهولة كما البعض يتصور ذلك، ومن أجلك روحي رخيصة امامك ،وانا خائفة عليك اكثر ما أخاف على نفسي من نفسي، قلت لها انا إنسان واقعي جداااا،
قالت وانا وحيدة في هذه الحياة .. دعني أضع يدي على قلبك ربما اطرد هاجس الخوف لديك،وصعب جدا أتخيل في يوم افقدك فأنا اعيش معك لحظات الغضب في زمن الصمت التي أغلقت بها كل الأفواه نتيجة الألم والحزن والوجع الذي ينداح
وينساب بين الضلوع والمفاصل، وأضافت ربما هذا الألم نعمة من الله لكشف الخير من الشر وانا يااستاذ أحب أن اكون أرى واسمع واتكلم وانسانيتي تدفعني مثلك للبحث عن الحقيقة.
بهذا الكلام شعرت بالانسجام مع /امل/ متابعا ياسيدتي اننا مازلنا نحافظ على انسانيتنا ك بشر وبالتالي لابد من كشف هذه الاوراق وتقاطعها التي تحمل مواضيع كبيرة وكثيرة وهي تحتاج الى الانغماس بكل التفاصيل للوصول الى الحقيقة ،ونلتمس اول خيوطها ونحن الان في وقت لايسمح لنا بأن نركض؛ علينا الهدوء والتريث قليلا،
في تلك المقهى الحزينة روادها قلة من البشر وجوههم عليها علامات الحزن والأسى مركونة في إحدى شوارع العاصمة حيث كنت أنا /وامل / عندما دخل أحدهم شاهرا بيده مسدس حربي وفي يده الأخرى يقبض على شاب عشريني، وهو يقول له اركع وتشاهد على روحك/ ياواطي/ أصابنا الذهول والخوف ترافق معا ونحن لانعرف ماهو عنوان هذه المسرحية القذرة وكيف حياة المواطن أصبحت تهان دون رادع،
طلقتان في الرأس تناثرت دماء ذاك الشاب على قارعة الطريق بوجود كل رجال الأمن والشرطة وكأن الأمر لايعنيهم مطلقاااا؟
صرخت /امل / وقالت لماذا؟ لماذا؟ هل للقدر يد بذلك؟ من حكم على من اين القاضي لهذا الموضوع
تتكلم ودموعها من المآقي تنساب بغزارة، حاولنا الخروج من شوارع تلك المنطقة إلا أن دموعها اوقعتنا ربما في دائرة هذه المسرحية الدامية التي جسدت الا إنسانية لأي من كان /ثمنك طلقة واحدة/
انطلقنا وانا احاول تهدأتها بحديث آخر ولكن سبقتني في الحديث قائلة:الم ترى هؤلاء الناس تربية نظام سياسي ساذج تهين وتقتل اي شخص دون وجهة حق وبطريقة سندبادية جدااا
تتكلم والاهات تحرقتي وقلبها المسكين يعصر ألم،
وتابعت تقول يااستاذ هذه المشاهدات نجدها في كل شارع وفي كل حارة من حارات دمشق والحزن والخوف يلاحقنا وان كنا داخل البيوت واماكن السكن .... هموم وأحزان... وعنف وتعنيف وصولا إلى القتل والموت الذي أصبح سهلا هنا والضحية أنت وانا وهذاااا وذاك... قل لي بربك من يريد بهذا الشارع اراقة الدماء دون حق، لماذا؟ وجود هذه السلطات في الشوارع والقوة المتسلطة على رقاب الشعب وهي تحمل يافطة كبيرة / عنوانها التفاهة /هل أصبح يااستاذ الانسان رخيصا وحياته ،
قلت....هذا هو واقع وطني
لا كرامة ولا إنسانية لبني البشر ،وتلك المشاهد ياسيدتي نوافذ نطل من خلالها على الحقيقة المغيبة امام أبناء سورية والرأي العالمي... قالت مادوركم انتم الكتاب والإعلاميين من كل مايجري ؟قلت دورنا كبير ياسيدتي إلا أننا حاليا مجبرين على تسكير الأفواه وإغلاق أقلامنا وانا واشباهي مكبلين بقرارات
دونها فرعون واذاعها علينا هامان...قالت هل نحن نعيش في زمن قابيل وهابيل ،ماذا يجري؟ حزن أعمى مثل الليل الذي لايستطيع ضوء القمر تثبيت شعاع النهار ،
استاذ سنوات نعيشها تزداد المآسي ويزداد الفساد وصولا إلى قتل الأرواح، كيف لنا ان نعيش في دنيا تضم كل اشكال الظلم ونحن على قيد الحياة، وكيف تتلاقى العقول كي تزهر القلوب.... كيف تتلاقى القلوب وتموت في حينه الزهور، واسهبت قائلة اشعر بنفسي انني هنا ،اشعر انني حورية
جميلة أجلس على صخرة في وسط البحر ،سر جمالي حب الناس وتقديم المساعدة لهم،إلا انني أشعر
لا أحد يشعر بي وفي المي فأنا ياسيدي نصف انثى أحب واعشق الحياة والناس واتألم وانا إنسانة احمل جسداااا وروح، الا انني لا أقوى الإبحار والوصول إلى شواطئ الأمان. ... وأنت ربما التمست شيئا بداخلي يصرخ هي همسة مكتوبة بالدم(أيام على جدار الزمن ) وانا بكل صراحة لا اجيد فن الصمت القاتل في حين أجد الصراخ في كل الجوانب هناك قلوب وأشلاء متناثرة، أوجاع تحتاج إلى دواء من أجل استمرار الحياة والوصول إلى الحقيقة؟
اه.... كم كنت مرتاحا لحديث/امل/التي رسمت كل آمال الدنيا بجمال روحها الطيبة.... وأتذكر ماقالته مأساة الناس واوجاعها هي مأساتي واوجاعي.
كنت معها منغمس بهذا الحديث الجميل عندما وقع انفجار آخر قريب من المقهى الذي نلتقي به كل يوم ،لم نستطيع الخروج من ذاك المكان الذي بلحظات زرعت به الشرطة والامن واشخاص لأول مرة اشاهدهم ،في حينه انتابني فضول الخروج ومعرفة ماذا حدث ،سألت أحدهم ماذا يجري؟ أجاب عليك السكوت... أنت لم ترى؟ولم تشاهد؟ كانت الشمس توشك على الغروب الذي بغروبه تجد دمشق مدينة اشباح ليلااااا، إنها مشاهد وكوابيس لحلم اليقظة الذي تشعر به من خلال تلك الشوارع المنهكة والمظلمة،،،،،، إنها صرخة الضمير الذي شيع جثمانه
ولم يبقى في الدنيا ضمير يذكر.
■■يتبع
● الإعلامي الدكتور سامي السعود.
تعليق واحد
أعجبني
تعليق
مشاركة
Comments