صورة الأب في رواية الجنازة لرشيد بوجدرة / قراءة للناقد عزالدين شافي / المغرب .................

الكتابة عن الأسرة والأب في الرواية العربية الرجالية والنسائية تتجلى في مجموعة من الصور والمشاهد الدرامية المؤثرة التي تعاني منها الزوجة والأبناء من سلطة الأب وتتجلى العلاقة مع الأب من خلال صورتين مختلفتين علاقة تعارض وانفصال مع أفراد الأسرة علاقة حب وتفاهم وانسجام ..

وسنعمل هنا على توضيح هاتين العلاقتين بناء على بعض المنجزات السردية التي اشتغلت على تيمة السلطة الأبوية والمحافظة على نسق القيم التقليدية في المجتمع العربي... ويعد رشيد بوجدرة من أكثر الروائين تناولا لتيمة المعاناة النفسية التي تؤرق الشخصيات التي تعاني من هذه السلطة الأبوية

تعتبر رواية الجنازة من بين الروايات التي تطرقت لموضوع هذه السلطة الأبوية والتي تتجسد من خلال البطلة "سارة" (ضابطة شرطة) التي عانت كثيرا مع أب متسلط ولا مسؤول ...

تعيش "سارة" بمفردها في بيت الأسرة منذ وفاة والدتها وداخل هذا الفضاء المغلق الكئيب تسترجع مجموعة من الذكريات المأساوية وعلاقتها مع والدها الذي غادر بيت الأسرة وانقطعت أخباره ولم يظهر إلا في جنازة زوجته ليختفي مرة أخرى ولم تعلم بوفاته إلا صدفة من خلال أخبار وردت في بعض الجرائد ....

تبدو الشخصية الروائية في هذه الرواية عبثية غير مستقرة وغير منضبطة للأعراف الاجتماعية متمردة على التقاليد تعشق حياة المتع والملذات واحتساء الخمر وعشق كل ما هو جميل ...وتريد محو صورة الأب من ذاكرتها التي تختزن صورا مشوهة عن أب بيولوجي وقانوني ولكنه شخص مجرد من الإنسانية والمسؤولية .... (يتبع )