عصفور القلب / نص للشاعرة جميلة الصالح / تونس ............

يحدثني عصفور قلبي أحاديثًا عن الشجن

تخلى عنه ريش الريح يكبحه عن الفنن أغاريده بدت محنًا وأعشاشه من الدمن وصار النايُ حنجرة بها الوهن يمجُّ رضابَ أحلامٍ بها تاه ضحى المدن وتزلفه صواري الريح قاب البيت والوطن ويتكئ بمنسأة على جدرٍ تواربهُ وتنهدمُ يهشُّ بها على الأحلام...تنتثرُ يقول: إذن

أنمشي في هواجسنا نخاف الدَّربَ أم نخشى الوصول؟ ونمضي في أزقته عُراةً من ذواكرنا حُفاةً من أمانينا التي شاخت وشاخ الوقت مُنتظرًا يطفُّ الكفَّ بالكفِّ ويقبضُ في أصابعه بقايانا التي احترقت ويذروها رمادًا في عيونِ الرِّيح والأمواه منتحبًا ينادي اليوم يا إنَّي تراخى وابتعدٔ عنّي وهبني خطًا بها أرحل وتدفعني ودون وداع ارحلٔ لاتواسيني

أنمشي في هواجسنا يَئِنُّ الدَّربُ مُرتعبًا؟ ويتركُ خلفه الخطواتِ يقضمها ويمحوها ويدميها بلون قرنفلٍ يشتاقُ للشرفاتِ أن تبقيه ماضيها فيرفضها ويرفضنا ويمضي يحملُ الأسفارَ خارطة يخبئها

أنمشي في هواجسنا لطعم الخوفِ نرتشفُ؟ ونرتجفُ من الٱن إلى الٱن ولا ٱنٍ يهادننا سوى دعوات أفواهٍ صداها في مسامعنا هي أمّي هي أمّك هي أمًّ لكلِّ شريد أتعبه صدى الكوكب لكلِّ صديد في قلب تواسيهِ مٱسيهِ وتطحنهُ رحى قمحٍ قد ارتحل هو الٱخر يردِّدُ أغنية للشمس تدفئُهُ أينبجسُ؟ وتولدُ من سنابلهِ جداولهم فيشقينا ويسعدهم هناك حيث تغيضُ الشَّمسُ مَغرِبنا ومَشرِقهم

هناك الضَّوءُ في كفَّيهِ أنواءً تُشتتنا بلا بصرٍ نمدُّ إليه أعيننا فيوطِفُنا ويخدعنا فيُعمينا ويُبصِرُهُم هناك هُمُ... هناك أنا.... #_جميلة