علاقة الإضاءة بالدلالة المسرحية والكتابة الدرامية.../ مقال/ للكاتب عزالدين شافي/ المغرب ............

بلاغة الإضاءة المسرحية علاقة الإضاءة بالدلالة المسرحية والكتابة الدرامية...

الكتابة الدرامية كتابة فنية مركبة تختلف عن كتابة القصة والرواية والشعر إذيشتغل عليها كل من مؤلف النص والمخرج ومهندس الإنارة والممثلون وأخيرا الجمهور الذي يتابع العرض المسرحي مباشرة.. وتقتضي هذه الكتابة الجمع بين الكلمة والحركة والإنارة والديكور والمؤثرات الصوتية والموسيقية إضافة إلى الحدث المسرحي الذي لا يمكن عزله عن المنظومة الجمالية العامة التي يندرج ضمنها بحيث يأخد شكل لوحات وتركيبات إيحائية يساهم فيها الديكور والإنارة على حد سواء

تساهم الإضاءة في ربط الحدث المسرحي بمكونات الكتابة الدرامية ‘فهي تتجاوز إضاءة ماهو مظلم بل هي نسق تعبيري يساهم في إبراز الدلالة المسرحية في شموليتها. وتتجلى وظيفتها في عدة أبعاد يمكن أن نذكر منها ما يلي :

*التلاعب بالألوان وإعطاء كل لون دوره في الكشف عن هذه الدلالة الرمزية ‘فجو الصخب يستدعي اللون المناسب.. وجلسة الهدوء والاسترخاء،أو جلسة رومانسية في مطعم فخم تستدعي لونا مغايرا يختاره المخرج بتنسيق مع مهندس الإنارة إذ تساهم الألوان في إثراء الدلالة المسرحية وتحريك أحاسيس المتفرج *تساهم في تحديد إيقاع المسرحية كما انها تشير إلى الحالة النفسية للشخصية.. *تساهم في إضاءة الممثلين والمساحة التي يجري فيها العرض المسرحي *المساعدة على التبئير (تبئير الحدث /تبئير الزمن /تبئير المكان *تساعد على الانتقال والمرور من مكان إلى آخر دون الحاجة إلى إعادة تغيير الديكور مرة أخرى * تنقل العوالم المجردة في الحدث المسرحي (الدهشة... الفزع.. الكراهية..) وهذا من شأنه استجلاء الشعور والإحساس الباطني الذي لا يمكن أن يعبر عنه الحوار..

أخيرا يمكن القول بأن الإضاءة ليست مجرد تقنية خرساء بل هي لغة مسرحية غير منطوقة تلعب دور الوسيط بين الذهن والمحسوسات والمجردات كما انها تساهم في نقل القيم الجمالية والعاطفية للمتفرجين ولهذا اعتمدها جميع المخرجين المسرحيين في نقل رؤاهم الإخراجية...لأن الإنارة من شأنها أن تزيد في مفعول التفاعل مع العرض المسرحي وربط الفكرة بجميع المكونات الجمالية التي يقتضيها العمل المسرحي