غاضبة من العالم/ نص سردي لأدارة صحيفة فنون الثقافية/ الشاعرة فاطمة البسريني / المغرب ..........
- وهاب السيد
- 5 أبريل 2022
- 2 دقائق قراءة
كنت غاضبة من العالم بأسره .
من الناس الأشرار ، من الحروب الطاحنة ، من الأمراض القاتلة ،من الأحزان و الآلام الموجعة ، والحقائق العنيفة ، ومن الأحاسيس التي لا نعرف كيف نضبطها ، ومن السعادة الهشة ومن الحب المتقلب ، ومن الكراهية التي تتشبث بنا ، ومن الحياة الظالمة ، والروتين والملل المدمر ، ومن الخوف الذي يجعلنا جبناء ، ومن النسيان البطيء ، والماضي البعيد ، والحاضر الذي لا نفهمه ، ومن المستقبل المفزع ، والوقت الذي يمر بسرعة ، ولكن أكثر من ذلك ، كان غضبي من نفسي.
غضبت من نظراتي التائهة ، ومن ابتساماتي الساخرة ، ومن روحي التي انطفأت ، ومن قلبي الضائع ومن جسدي المخيب للآمال ، ومن كلماتي الواقعية المخلصة ، ومن أفعالي الجارحة وغير الجارحة ، ومن أحلامي التي لن تتحقق ، وأفكاري المخربة ورغباتي الهوجاء ، وشياطيني الدائمين الحضور في كل زمان ومكان .
إنها أشهر عديدة ،وأنا أتحدث عنك ، وأعد نفسي أنها المرة الأخيرة ، لكنني لم أتمكن من التوقف عن ذلك ، ولم أستطع وضع نقطة النهاية ، تلك النقطة التي يجب أن تنهي أي اتصال بيننا .
أصبح الأمر جرحا كبيرا ، غائرا لا أعرف كيف أجعله يندمل .
إنني أنتظر أن ينتهي غضب السماء والرعود ، لكي تشرق الشمس من جديد وأمر عبر الأوحال والضباب ، وأن أمسح عرق جبيني لأتمكن أن أعيش من جديد .
إنه أمر متعب جدا أن نكره من أحببناه كثيرا .
بعض الأحيان يخيفني غضبي، لدرجة أنني لا أتعرف على نفسي في المرآة .
لا أحد ، أو شيء سينير حياتي بعد ، فقد أطفأت كل الأنوار ورحلت بعدما أطفأتها أيضا داخلي ،
الغضب منك ، من كل شيء ، سيتبعني طول عمري .
أريد أن أغرق بعض الأحيان في ظلام حفرة ما ، على أن أحارب كل أشباحي لليلة إضافية .
Comentários