top of page

في الاخراج التليفزيوني / مقال الكاتب رضا المحمداوي / العراق ..........

  • صورة الكاتب: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • 30 نوفمبر 2021
  • 2 دقيقة قراءة

__* رضا المحمداوي

يتبدّى الكسلُ والخمولُ في الإخراج التلفزيوني أكثر ما يتبدّى ويظهرُ واضحاً ومتجسِّداً في البرامج الحوارية وخاصة ً تلك التي تستضيف شخصيات لها تأريخها وسجلّها المهني في عوالم الثقافة والفن والأدب والصحافة والإعلام وفي كافة مجالات الحياة الحيوية الأخرى،حيث يكونُ الضيف وحياتهُ الشخصية ومسيرتهُ الفنية وإنجازاتهُ هي محور الحلقة والعمود الفقري الذي تستندُ إليه. والفقرة الأخيرة تتعلّقُ بإسلوب الإعداد الذي غالباً ما يكون في هذه البرامج إعداداً متعجلا ً ومربكاً ولا ينطوي على جهد معرفي أو ثقافي في إختيار إسم الضيف والإحاطة بتجربتهِ الشخصية والمهنية عبر مراحل حياتهِ وعملهِ وما يصيبها ويطرأ عليها من تحوَّلات وتغييرات،الأمر الذي سيؤثر بدورهِ على صيغة وإدارة الحوار التلفزيوني حيث يكون – نتيجة ً لسوء الإعداد والجهل بمفرداته التلفزيونية- حواراً بارداً ومفككاً ويفتقد الحيوية والأساليب التي من شأنها إضاءة حياة الضيف والكشف عن أسرارهِ وخباياه الحياتية والمهنية والتي من أجلها تم إعداد وتقديم وإخراج البرنامج وعرضه أمام المتلقي! وسيظهرُ الجمود والتحجَّر الفني على صعيد الإخراج إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار أن المادة التلفزيونية المُصوَّرَة قد تمَّ تصويرها في الإستوديو أو في أيِّ مكان تصوير خارجي (location) بديل عنه وحينذاك سيقوم المخرج بتوزيع كاميراتهِ الثلاث على النحو التالي: واحدة الى اللقطة العامة(التأسيسية) وكاميرا ثانية لمقدم البرنامج ، والثالثة للضيف وستبقى هذه الكاميرات ثابتة وسيبقى مكان التصوير ثابتاً أيضاً ويبقى المُقدِّم والضيف ثابتين كذلك . والسؤال هنا:أينَ يمكنُ أن يتحرَّك المُخرج؟ إنَّ المجال الحيوي الوحيد الذي يتوجّبُ على المخرج التحرك فيه يكمنُ في المعالجة الإخراجية الفنية المتحركة والحيوية للبرنامج بحلقاتهِ المتعددة ووضع( script) خاص لكل حلقة من حلقات برنامجه،لا سيمّا إذا تذكرَّنا أنَّ البرنامج وبفعل ضغط فواصل الإعلان التجاري باتَ يُقسَّمُ إلى ثلاثة أجزاء( بارتات) يتسغرق عرضها ساعة تلفزيزنية كاملة ويفصل بين جزء ( (Partوجزء آخر( ربع ساعة لكل منهما) فاصل إعلاني قصير حيث إعلانات المشروبات الغازية وحفّاظات الأطفال ومستحضرات التجميل وغيرها من منتجات الشركات الكبرى،ثم العودة إلى البرنامج،وهنا في هذا المفصل المُهّم بالذات سيظهر التفاوت والإختلاف في الإيقاع واضحاً بين لقطات الإعلانات القصيرة والموسيقى الراقصة والإيقاع السريع،وبين العودة إلى البرنامج والإحساس بالإيقاع الثقيل الذي هيمن على البرنامج المترهل. وبدون وضع معالجة إخراجية حيوية ومتحركة وتغذيتها ومؤازرتها بالمعادل الصوري من الأرشيف التلفزيوني ومقاطع الفيديو واللقطات والصور الفوتوغرافية والفواصل الفنية التلفزيونية وحتى(الكارتات) المكتوبة المناسبة، وبثها بين ثنايا البرنامج ومحاولة كسر الإيقاع الثقيل بأيِّ وسيلة أو طريقة كانت... بدون هذه المعالجة وبدون إعتماد ال(script )الخاص لكل حلقة فإن عملية الإخراج التلفزيوني سوف تفقد عنوانها ومقوماتها وتسميتها الفنية لتتحوَّل إلى عملية( تنفيذ) ميكانيكي أقرب إلى الآلية التي يغلب عليها الجمود. -------------------------------------------------------------------------


 
 
 

تعليقات


Drop Me a Line, Let Me Know What You Think

Thanks for submitting!

© 2023 by Train of Thoughts. Proudly created with Wix.com

bottom of page