قبل حرب و نيف / للشاعر ادريس سراج / المغرب ,,,
- وهاب السيد
- 26 مارس 2021
- 1 دقيقة قراءة
قبل حرب و نيف
هذا الصباح الهواء مالح يليق بسفر كبير . هذا الصباح انتظرت القطارات كي تمر فوق حلمي فأنتصر لجرح قديم . ما زلت أرنو للخطو الانثوي تحت نافذتي حين الياسمين ينمو في كف غجرية من عهود رعشة تطفو نرجسا فوق جرحي . الهواء مالح والصور ترقص فوق غمامي و تستكين في كف طفل حديث العهد بالدمع و غبار الشوارع . خليلتي ترفرف فوق غيمي و تنثر عطرها على الذكريات . الهواء مالح و الخيل تركض في دمي لا مفر علي أن أصحو في هواء الغرفة المجاورة و علي أن أشنق ذبابة الفكرة في شعرعاشقة قديمة في نفس الفكرة . علي ثوب من نسج دمعها لي الصور و الحجر و مقصلة للفرح . لا ريح تصفر في مطري لا زرقة لبحر يحن لرياضي البعيد . أنا الان ماكنت قبل حرب و نيف , أنا الآن مساء في عين عاشقة تزور ضريح عذريتها المفقود . لا مفر من غيم المساء لا مفر من صمت المكان لا مفر من كحل عينها حين تمر بهديري , فترجف الكلمات في كفي فأذروها على قبور الغائبين . الهواء مالح يعوي في الغرفة المجاورة , لي مطر يتبعني عبر الفصول . لي دمع ضاع مني أول الجرح . لي رعشة تسكن اخر الكلام . لكم أنحث الروح بتجاعيد الريح . بحرف يشتعل ماء في القصيد . لي ما ليس لكم . لي سماء خفيضة أنسج من نجمها عطرا أنثره على ياسمين الذكرى , ولي رعشة أتوسدها عبر الحلم . هذا الصباح ليس لي , أخلع عيني و أرتشف الصمت .....
تعليقات