top of page

قراءة في مسرحية الراقصة / للكاتب ايمن دراوشة /المغرب ................

  • صورة الكاتب: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • 25 ديسمبر 2022
  • 2 دقائق قراءة

قراءة نقدية بقلم الناقد الأردني الإستاذ «أيمن دراوشة» لنصي المسرحي (الراقصة). القراءة.. الراقصة

مسرحية الكاتب جبار ال خديدان القريشي. قراءة / أيمن دراوشة. حوار فائق، بلغة فخمة، وعرض أفكار فلسفية خاصة بإسلوب غير مباشر. أولًا: المقدمة: لم تكن هذه المسرحية التراجيدية مجرد كلمات وعبارات تنتهي نهاية دموية، لكنها في الحقيقة عمل ينبض بالتراجيديا، موقظا روحنا، فهي مستمدة من سر الإنسانية وغموض مصائرها وأحوالها، كشخصيات تلك المسرحية، عفيفة، وأمين، وعبد الشكور، حيث يمثلون الإنسانية كلها. أهم ما ميّز مسرحية (الراقصة) ذلك الألم والندم والعزلة الحادة التي حاصرت عفيفة، وخداع الناس لها، بعد أن ارتووا من جسدها، واستمتعوا به، بل والاستغلال المادي أيضا، فعفيفة في أيام مجدها وإن كانت تمارس الرقص والبغاء فهي طيبة القلب وكريمة النفس. من هنا تكتسب المسرحية عظمتها ومأساتها، هؤلاء الأشخاص نموذج من المجتمع الفاسد الذي يبحث عن الجنس والمال ويطلقون لغرائزهم العنان. ثانيًا: المعطى الجمالي: تشكلت جماليات المسرحية من مجموعة من العناصر التي لا تكتسب قيمها فرادة، بل من خلال تلاحم وتواكب الأحداث، وكأنها ضفيرة قد تناسقت. "كأنها رقصة الموت، تتصاعد في طقوس الرقص مع تصاعد الإيقاع والموسيقى والأضواء، كمن يجلد ذاته وتدور حول جسدها حتى تصل الذروة، فجأة تتوقف عن الرقص وتنفجر ساخطة..." ولعل من أهم تلك العناصر الجمالية البناء الدرامي المحكم أو الحجم الدرامي المتكامل والمرتب ترتيبا خاصا كي يحدث هذا الترتيب تأثيراً فاعلا لدى القراء أو المشاهدين، فالبداية كانت بالممرض الذي يصعق عفيفة بالكهرباء، ثم أمين وبعده عبد الشكور ليعيدنا المؤلف للبداية من خلال الممرض وعمله المعتاد بصعق عفيفة بالكهرباء. هذا شكّل حبكة درامية عامة للمسرحية، باعتبارها كائناً متوحدا، يقوم على هندسة الأجزاء المسرحية وبراعة ربطها ببعض. كما إنها العنصر الأساس الذي اختار المؤلف على أساسه شخصياته وانتقاء أسمائها ذات المدلول والهدف.. وكذلك انتقاء أحداثها مع مراعاة حركة ولغة الأداء المسرحي. "وكيف كانت تتعانق كؤوس النشوة المعطرة برحيق شفاهي المتوهجة على الدوام بنور البسمات الندية فرحاً وانتشاءً على راحات أكف السامرين، وتتراقص أضواء الليل الصاخب على صفحات المرايا والوجوه الطافحة بالبِشر وهي تعكس مشاعر الفرح المتدفق من أعماق النفوس المتوقدة شغفاً وغيرة." ثالثًا: القيمة الجمالية: تبرز القيمة الجمالية بترابط الحدث بالشخصيات بحيث تتفق الحركة الخارجية مع الحركة الباطنية للشخصيات ليكون المنطق المسرحي قد استمد مقياسه من العناصر المتشابكة بحيث لو أخلننا بترتيب الأحداث ومكانها أو حذفنا؛ لأصيبت المسرحية بخلل في بنيتها التحتية أو أعمدتها الأساسية المتماسكة. رابعًا: الحبكة الفنية: تميزت حبكة المؤلف بأنها تولدت بشعور القارئ حيث أن مسارها متفق مع سير الأحداث التي سبقتها بتسلسل منطقي، فالبداية الممرض ثم أمين ثم عبد الشكور. خامسًا: العقدة: إن العقدة التي نسج عليها المؤلف خيوط مسرحيته نتجت من نمو الأحداث المسرحية التي وصلت لحد التأزم بقدوم عبد الشكور المتطرف الكاذب، فالأفكار المرتبة وتتابع الأحداث واحداً واحدا، دفع بالمسرحية إلى نقطة حاسمة معقدة، هذه العقدة هي التنظيم المتقن والتنسيق الذهني الماهر لمادة الحياة نفسها، فهي قائمة على تصميم فكري خلاق. سادسًا: الموقف الأخير (النهاية): تتضح الأشياء بعودة الممرض بصعق عفيفة بعد محاولتها الانتحار، لنعود لنقطة البداية، والنهاية مفتوحة. لم تكن النهاية كما في هاملت أو أوديب، فالبطلة لم تنتحر أو لم تنجح بمحاولتها الانتحار مما جعلنا نتقبل سيكولوجيًا ووجدانيًا النهاية المفتوحة. سابعًا: سمات وميزات: - الحوادث مرتبة. - براعة التعبير عن الأشخاص بواسطة تفكيرهم وشعورهم. - الحوار المتقن عالي التركيز. - براعة إبراز سلوك الشخصيات من خلال حديثهم وتصرفاتهم. - استخدام اللغة الفخمة، والعبارات المنتقاة على لسان الأبطال. - مرور الأحداث بمصفاة الفكر. - مقاومة البطلة عفيفة هي من مثلت روعة المأساة. تعليقات أعجبني تعليق مشاركة

 
 
 

Comments


Drop Me a Line, Let Me Know What You Think

Thanks for submitting!

© 2023 by Train of Thoughts. Proudly created with Wix.com

bottom of page