top of page

قراءة نقدية في فيلم الملا / للمخرج عزام صالح / العراق .................

  • صورة الكاتب: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • 27 سبتمبر 2022
  • 2 دقائق قراءة

الملا



من اخراج.... بهاء الكاظمي


تحليل للمخرج عزام صالح


عندما يستطيع المخرج اختيار موضوعا حساساً جدا. او يكاد هذا الموضوع من اهم اسباب التراجع الثقافي ليقول لك وبشكل صريح مشوق ومنمق بكوميديا راقية ومن خلال بيئه منغلقه في احدى قرى الجنوب الفقيرة، وهذا يبدوا من خلال الحيونات التي تربى وبناء البيوت وملابس الاطفال الذين يرتادون الجامع الذي يمثل مكان التلقي. وان اختياره لشخصيه مثل (الملا) الذي جسده الفنان الكبير محمود ابو العباس وكان كعادته متألقاً وهذه الشخصية هي من الشخصيات الصنمية التي تمثل تعاليم مشوهه من خلال استغلال الدين كواجهه وتعبئة الاطفال بما يريد من افكار هجينه على الدين الاسلامي.

والذي يقف في واجهته صبي لا يتجاوز التاسعه من عمره لاتخرج منه الكلمات بشكل سهل فهو يعاني من عوق بسيط في التلفظ وقد جسد الطفل(قاسم كاظم) هذا الدور بشكل ملفت ومثير للانتباه، بعد ان رفض الملا اعطائه فرصه للتعبير واجادته الدرس من بين جميع الاطفال يتمرد الطفل على هذا الصنم مما يضطر الملا من استخدام القوه للطفل وضربه بالعصا على اقدامه، هذا ما يدلل ان الملا لا يستطيع ان يعلم ويحتضن هذا الطفل، بدليل عدم قدرة الاطفال على الحفظ من شدة الخوف وكذلك استخدامه القوه بعصاه بعيدا عن الطرق والوسائل التربوية المتبعه حضاريا.

فيعمد الطفل الى جلب ديكه لسحب الاطفال من الملا جاعلا من نفسه ملا ويتبعه الاطفال ويقوم بتقليد حركات الملا ماسكا عصاه مرتديا نفس ملابس الملا متعثرا بها ويجلس على المنبر ليقوم بالتدريس وهو يصعب عليه التلفظ مما يجعل المشهد كوميديا مدروسه ومحسوبه تجعل المشاهد يتعاطف مع الطفل.

وهنا يقوم الملا بتهديد اب الطفل لما بدر منه ويكون الاب(يوسف صلاح الدين) محرجا امام الملا مما يضطره للاعتذار ومعالجة الموضوع بالشكل الذي يرضي الملا.

فيستضيف الملا في بيت الطفل بغية الاعتذار من الملا يتقدم الطفل بالضغط عليه من الاب ولكن الطفل يفاجيء الملا وابوه بفعل لم يحسبا له حسابا ويهرب مما يجعل المشهد بتركيبة كوميديا مزدوجه.

هذا الفلم درس كبير في الايجاز استطاع ان يدخل في موضوع كبير وحساس واختصار كل الزمن الزائد وعرض ثيم جميله ومتتابعه ليصنع ايقاعاً وحبكه وتشويق.

عمل المخرج على اظهار البيئة وشكلها والحالة الاقتصادية لهذه القرية، كما وسرد لنا الفلم بكاميرا مراقبه جميله وهادئه لما يحدث في واقع هذه القرية بالاضاف لاختياره الطفل وتدريبه تدريبا جيدا جعل الطفل يجسيد الشخصية تجسيدا مقنعا وذو مصداقية كبيرة بالنسبة للمشاهد.

كما وكانت الموسيقى الجميلة ملائمه للبيئة واضفت جمالا رائعا وساهمت بانعاش الايقاع وتسارعه.

كان بناء الاحداث والشخصيات متميزا ومحبوكا بشكل مقنع وكان تشويق سير الاحداث وتتابعها ملهما وكانت المفاجأت كبير استحوذت على المشاهد في الانتماء للفلم الذي كان بعين جميلة كتكوينات وحركة كامير مركبه ومتابعه وهادئة واحيانا عفوية لقربها من واقعية الاحداث كانت بعين وفكر المخرج البصري المتجدد وصاحب صولات رائعه وجميله في اكثر من فيلم مثل بندقية الشرق وجاري الاتصال وغيرها. وكان الفيلم من تاليف هاني القريشي، وعرض هذا الفلم مرتين الاولى على هامش الملتقى السينمائي في البصره وعرض ايضا في مهرجان السليمانية الاول للتعايش والسلام وحاز على جائزه تقديرية واكثر فيلم تفاعل وصفق له الجمهور. وكان يستحق اكثر في حظ الجوائز.

 
 
 

Comments


Drop Me a Line, Let Me Know What You Think

Thanks for submitting!

© 2023 by Train of Thoughts. Proudly created with Wix.com

bottom of page