top of page

قصّة قصيرة / لكنه مكسور / للقاصة ربا حسن حمزة/ سورية ........................

  • صورة الكاتب: وهاب السيد
    وهاب السيد
  • 10 سبتمبر 2022
  • 2 دقائق قراءة

قصّة قصيرة لكنّه مكسور في إحدى قاعات المسرح الكبير... صرخَ بصمتٍ عندما حاولَ أحدُ المارّة الاستنادَ على كتفه : انتبه أرجوك ؛ ألا تراني أعرج أتّكئ على وجعي .... تابعَ الرّجلُ سيرَه إلى المقعد المجاور ، ولم يأبه لتنهيدةٍ استصرخت الرّحمةَ في ذاك المكان... ووسط تلك الحشود التي قدمت من كل حدب ٍ وصوب ؛ لمشاهدةِ العرض الأوّل لمسرحيّة الحياة كان يلمحُ السّخرية في عيونهم ، وهم يتجاهلون حتّى إلقاء التّحية عليه. ...... أكان فيروساً معدياً ؟! لم يكن ليدريَ أحدُهم كم الآلام التي سبّبتها له حادثةُ حريق الرّوح منذ مايزيد على العشرين عاماً ولكن لا يهمّ ..... ها قد انطفأت الأضواء وبدأ الممثّلون يصعدون خشبةَ المسرح واحداً تلو الآخر ؛ فقد بدأ العرض والمشهد الأول مر ّ على ذكرى الأعوام التي سبقت حروباً أجّجت نيران الأفئدة وبراكين الغضب .... وتسارعت الأحداث بين تراجيديا المواقف وسخرية القدر ، وتشابكت الأوجاع في عقدة الألم وتصاعدت الأحزان إلى ذروة التّماهي مع الصلب على مذبح الجراح... كانَ يراقب انهيارَ الممثلين أمام جملةٍ من الرّقص في العدم حائراً مخذولا ،ً لكنه واقف كالسّنديان وإنْ كانَ على قدمٍ واحدة .... وتابعَ العرض بأنين الصمت حتّى انتهى المطاف إلى المشهد الأخير اندثرت الأحلام .... تتطايرت الآمال .... صفّق الجمهور .... انتهت المسرحية بكلمة واحدة ردّدَ صداها على مسامع رفقائه الأحياء : " وتكسره الحياة مَن اختار الموت " أُسدلت الستارة ...نظر حوله ، اشرأبت عنقه بحثاً عنها ؛ لكنّ المكان كان خاوياً حتّى الفراغ إلّا من أريج عطرها الذي ملأ أنفاسه بالأوكسجين ... واستيقظ من واقعه عودةً إلى حلمه الغريب على صوتِ مديرِ المسرح يخاطبُ عامل الصيانة : " أخرجوا هذا الكرسيّ المكسور إلى مستودعات الدّنيا ريثما ينظرُ القدرُ له بعين الرأفة ؛ فقد مللنا وجوده الثقيل .. وضعوه في عربةٍ فاخرة تنفيذاً للأمر ، ومضَوا به إلى حيث اللالقاء فقد عاشَ وفيّاً لجرحه لكنّه مكسور


 
 
 

Comments


Drop Me a Line, Let Me Know What You Think

Thanks for submitting!

© 2023 by Train of Thoughts. Proudly created with Wix.com

bottom of page