قصة قصيرة / حوار ىعبر الجدار / للكاتبة نسرين حسين / العراق ..........
- وهاب السيد
- 15 مارس 2022
- 2 دقائق قراءة
(حوار عبر الجدار)
فقدت نظرها بعد سقوطها من السلم باتت
لم تجد متعة بعد فقدانها للبصر ألا الحديث مع جارتها التي تسكن حديثا بالقرب من منزلها.
فإعتادت السمر معها كل ليلة من وراء الجدار
يبدأ الضرب على جدار بالعصا لتصدر صوت منادات الجارة الصغيرة ليلتقيا مثل كل يوم وبنفس الوقت
كان فارق العمر بينهما كبير لكن لم يلفت انتباه السيدة
ماتحملهُ الفتاة من
ذكاء ودهاء ولباقة..
بفضلها صارت ايام السيدة مليئه بالسرور والطمئنية كانت تتمنى ان تراها وتحتظنها بقوة ردا لجميل
ملئ فراغ الليل و وحشته بقصص وحكايات جعلت من الليل وقتا سعيدا حتى وإن كان قصير.
كالعادة تبدء بالضرب على الجدار تنادي السيدة وهي تمشي بخطوات بطيئة مع عصاها التي تحب حيث شاركتها جميع خطواتها التي باتت بلا نور ولا اللوان
جلست بقرب الجدار تتحدث
..
يالها من فتاة تحمل صوت حنون تشعر من خلاله بدفىء
لايوجد سوى في احضان الامهات
تشعر بالامان يخلق بداخلك ثقة كبيرة احساس يصرخ بداخلك ..لا اخاف احدً..هي معي..
وجهت السيدة سؤالا
اني اشعر معكي بسعادة عارمة انني ممتنه لكِ ياليتني لم افقد بصري
لقفزت الجدار وقبلتك الف قبلة...
تتكلم وحس الفرح ملموس الى حدً كبير..
ضحكت الفتاة .وصوت ضحكتها يدل على الرضا والراحة لكن
هنالك شيء غريب اختلط مع صوت الفتاة صوت يشبه.
صوت الروح..
الفتاة__ سعيدة لأجلك لانني استطعت ان انسيكي الم الفقد
راحت السيدة ..تبتسم وهي قائلة
هل تعلمين وكأنني اعرفك منذ سنين بل منذ ان عرفت نفسي.
ضحكت الفتاة مرة اخرى وبنفس ذلك الصوت الغريب
سكتت واجابت بصوت خافت مخيف
بالفعل نحن نعرف بعضنا منذ سنين بعيدة
كنتي تقبليني حين تنظرين للمرأة بدون ان تقفزين الجدار.
عم السكوت وهبت رياح باردة اثلجت جسد السيدة الضرير
سقطت عصاها وراحت تلحق بعصاها فاقده الوعي لفترة قصيرة
فتحت عيناها كي تتذكر ما دار من حوار وحدث
انها ترى عصاها والاثار التي اتلفت العصا بسبب الطرق على جدار الجارة
وقفت وهي حائرة ...ولكن.
رجع البصر
ولا وجود للجدار
ولا للجارة.
تعليق
مشاركة
Comments