قصة قصيرة/ التنورة/ للقاص محمد الدولتلي / جمهورية مصر العربية ...................
- وهاب السيد
- 26 نوفمبر 2022
- 1 دقائق قراءة
طافت أصوات الدفوف على المسامع مابين دقات ذكر وأخري تحت أقدام الراقصات، اختلطت أصوات بكاء المستغيثين بأسماء القادر الخارجة من أعماق الصدور وضحكات حناجر اللاهين بألوان الدنيا الخاطف للألباب.
دارت عيناه حول ذاته الحائرة بين عصفات الدنيا و قلبه المعلق برحمات منزلة على المحبين.
الوجوه المختلطة الملهوة كل في أسر هواه تدور في صورة مختلطة وتندمج في عيناه الهائمة وتذوب بهرجتها في لون واحد يفقد بريقه تحت النور اللذي يرفعه إليه.
تدور ذاته حول نفسها مرتفعة تاركة الأرض في رحلة العشق رافعة ستر التنورة عن العيون، فرحلة العشق خلوة بالحبيب الغني عن شركاء في حبه الذي يحيا قلب العاشق عليه.
اكتمل الستر ، وصرخ هيام الشوق، شوق البعض للكل، شوق النقص للكمال.. شوق النفخة الزكية للروح العلية.
كم ذبل الفرع بعيدا عن الأصل الرحيم الذي يناديه ليحييه، كم هان على الأرض لما فصل نفسه الضعيفة المغرورة بعد علوها.
النفس الدنية تريد إنهاء الرحلة والعودة لزيف الألوان الدنية، يرفع الستر وتبدأ ألوان الظلام تحتل ما إنسحب منه النور في عينيه.
تتباطئ الذات في دورانها وتنجذب للهو المباهج من أصوات و بريق مصتنع.
إنتهت رحلة القلب المعلق وعاد الي الأرض، عاد جسدا تاركا قلبه العاشق عند معشوقه لعله يرحم زلاته كرامة لمقام العشق.
الكاتب / محمد الدولتلي
Comments