#هل_المسرح_فن_منبوذ ؟/ مقالة محرر صحيفة فنون الثقافية الفنان حسام مسعد / مصر .
- وهاب السيد
- 26 مايو 2022
- 2 دقائق قراءة
#هل_المسرح_فن_منبوذ ؟ إن الإجابة علي هذا السؤال الإستنكاري تقودنا للبحث في ماهية الآثر السيسيو ثقافي للمسرح وعلاقة الأخير بكافة أنساق السلطه عبر تاريخ نشأته . فحين تخلي التمثيل عن دوره المأسوي وحل محله الدور الهزلي والمساخر الهزليه التي كانت تستقي موضوعاتها من الواقع الحي للجمهور وتصور الشخصيات عن طريق التقليد الهزلي او المحاكاة الهزليه .فتجلي اول توغل للسلطه السياسيه في التاريخ حين امر "كاليجولا"حاكم روما بحرق احد الممثلين في المدرج عقابا له علي اشارته الساخره . ولم يكن يسمح للنساء بالتمثيل إلا في مثل هذه المسرحيات الهزليه بل إن النظره المجتمعيه للنسوة التي كن يمثلن في هذه العروض كانت تعتبرهن من العاهرات نظرا للألفاظ البذيئة التي كن يرتجلنها ولأفعال العري التي كن يقومن بها تلبية لرغبة الجمهور وطلبه ذلك في سطوة للسلطه المجتمعيه علي المسرح وفنانيه . حتي حين تم طرد المسرح من الكنيسه بدعوي تقديم الأفعال الماجنه كان توغل السلطه الدينيه علي المسرح بقصد توجيهه ليقدم خطاب يتسق ومآرب رجال الدين وقتها . ونظرا لأن المسرحيين انفسهم هم الذين يحددون الأطار الفكري والنظري للعرض المسرحي فهم يمثلون سلطة معرفيه تؤثر علي معارف المتلقي وسلوكه . وبالتالي فإن التداخل بين المجتمعات ذات البنيه التقليديه ومفهوم الدولة الحديثه التي تستمد شرعيتها من بنية تقليدية ونظام سياسي حديث، لكنه يتبنى النمطين معاً، الشكل والمظهر الخارجي . لكن نمط التسيير والتدبير "باتريمونيالي"، أي يعتمد على علاقات المحسوبية والولاء للسلطة المركزية، التي توزع المنافع والنفوذ. لذلك لا ينبغي أن نستهين بهذا المعطى في تشكل الوعي لدى المتلقين، فالحمولة التي يتضمنها، على المستوى الواقعي اليومي وعلى المستوى الرمزي، تطبع إلى حد بعيد، تصور المواطن للنظام السياسي، وجوهره وطبيعته، وعلاقته بالسلطة .مما يؤدي إلى تكريس سلوك العزوف وانعدام الثقة في المؤسسات و الكيانات السياسيه لا سيما إن كانت هذه المؤسسات تهيمن علي المؤسسات الانتاجيه للمسرح في عالم كعالمنا العربي مما أدي إلي انعدام ثقة المتلقي في الخطاب المسرحي فعزف المتلقي عن ارتياد قاعات العرض المسرحي او بلفظة أدق نبذ المتلقي المسرح وابتعد عنه .
Kommentit